الجميع يكره الفائز إذا كيف تتعامل مع هؤلاء الحاقدين؟


قبل عامين ، نشرت سي بي سي مقالاً عن كيف أصبحا كريستي شين وبرايس لونغ ,الثنائيّ المتقاعد, غنيان ..

الزوجان اللذان يدوّنان دائما عن السفر والتقاعد المبكر في مواقع التواصل الاجتماعيّ , نجحا في توفير 500 ألف دولار من خلال العمل الجاد في مقابل العيش بشكل متواضع" 

; بدلا من شراء منزل ، استثمرا مدخراتهما ... وحالفهما الحظ  حتى تضاعفت مداخيلهما في أربع سنوات. (حتى بدون الحظ الجيد ، كانوا بطريقة او باخرى في طريقهما إلى الحرية المالية و ذلك بفضل سياسة الادخار الفعالة التي كانا يتبعانها)



 اليوم تبلغ ارباحهما 30،000 دولار إلى 40،000 دولار في السنة ، وهي أموال تأتي في الغالب من دفعات الأرباح الناتجة عن محفظة أسهمهما في البورصة.

جعل هذان الزوجان الشابان خيارهما بالاستثمار يؤتي ثماره. ومن المؤكد أنهما حققا ثروة طائلة من خلال نتائج استثماراتهم في الفترة الممتدّة بين سنة 2010 إلى 2014.
اين يكمن السر اذا؟ 
في الواقع ,  إذا تجاهلتم الأخبار السلبية الدورية التي تخبركم عن احوال الأسهم و السوق المالية، كقفز مؤشرات السوق بنسبة ضخمة أو هبوطها المفاجئ , فلن تضطروا للاصابة بنوبات قلبية او خيبة امل تفقدكم الثقة في المال ..في المقابل عليكم ان تضعوا جميع الاحتمالات امامكم , الربح و الخسارة , تضخم العوائد او تقلّصها , كلّها وقائع محتملة في عالم المال , و هنا تكمن "المجازفة" , فهل ترى نفسك شخصا مجازفا؟ أم انك تبحث عن الربح المالي الآمن؟ 

يؤسفني ان اقول لك , أنّ الاموال التي تأتي بشكل آمن و بدون مخاطرة فعلية لن تجعلك رائد اعمال أو مليونيرا .. بل هي بالكاد تُمكّنكم من سداد فواتيركم و تدبّر معيشتكم.

بالعودة الى قصة نجاح كريتسي و برايس , ظنّ العديد من قراء الـ CBC أنّ هؤلاء يمثلان نموذجا مزيفا او محتالا لمليونيرات وهميين. او ربما هما طفلان متهوران حالفهم القليل من الحظّ و انهما لم يفعلا شيئًا يستحقان به نجاحهما المالي !
كان القراء متأكدين من أنهما سوف يبددان ثروتهما قريباً! لكن اثبتا كريستي وبرايس أنها جادان بما يفعلان على الرغم من الكارهين.

لا استطيع ان اقول ان ردود القراء على هذا المقال كانت غير عادية او صادمة. في الواقع ، إنها ردود منتظرة جدا و خاصة اذا تعلق الامر بشابان في مقتبل العمر و متقاعدان في وقت مبكّر و ثريان ايضا.. إنها بالنسبة الى معظم الجمهور قصة خيالية من الفانتازيا ليس الا.
 فأغلبنا لم يتعوّد على سماع اخبار عن أشخاص  يتخذون خيارات مالية غير تقليدية . و بالتالي عندما يكون هؤلاء شجعانًا بما يكفي لمشاركة قصصهم في الاوساط العامة ، عادة ما يمزقهم الجمهور إلى أشلاء..


لكن لماذا؟

هناك علاقة مزدوجة بين حبّ و كراهية الثراء و المال..
نريد أن نكون أغنياء , لكننا نشك في أولئك الذين هم اغنياء بالفعل, نحاول قدر الامكان اتهامهم بشتى النعوت و التشكيك في حقيقة المال الذي يكسبونه .. ربما نقول انهم خائنوا امانات , أو مختلسون , أو انهم عثروا على كنز ما .. و يكون إيماننا بتلك الفكرة اهون علينا من الاعتراف بانهم استحقوا فعلا تلك الثروة لانّهم مجتهدون..
 لا يهم كيف يحقق الشخص الاستقلال المالي - سواء كان ذلك عن طريق خفض التكاليف ، أو زيادة الدخل ، أو كليهما - فإن المعلقين على المواقع الإخبارية الرئيسية سوف يمزقونهم إربا. لقد كنت أراقب هذا يحدث لمدة عشر سنوات. وهذا ما أتوقعه عندما أقرأ أي نوع من قصص النجاح المالي.

لكن , يعتقد كل من حقق نجاحًا ماليًا تقريبًا أنه قد فعل ذلك عبر وسائل مبررة. إنهم يعتقدون أنهم كسبوا أموالهم أو استحقوها ، ولا يشعرون بالذنب لامتلاكها , لذلك هم يبنون علاقة جيدة و صلبة بينهم و بين المال سواء ادركوا ذلك أم لم يدركوا. 
 نحن ندعم ونقدر عمومًا أصدقاءك او أحبائنا الذين تمكنوا من تحقيق الثراء ، و نكون  فخورين بكل منهم ولكن عندما يتعلق الأمر بالغرباء الذين يصبحون أثرياء ,  تتغير مواقفنا بالكامل.

يريد معظمنا أن يكون غنيا ، ولكننا نشعر بالاستياء عندما يتمكن الآخرون من تحقيق أهدافهم المالية. نحن نغتاض لانّ لديهم مزايا لم نكن نملكها ، و نؤمن بأنهم مخادعون، أو أنهم لا يستحقون المال. لكن ماذا لو حدث لنا نفس الشيء؟ ماذا لو أصبحنا أغنياء؟ كيف سنشعر إزاء هذه الاحكام و الانتقادات؟

خذ والدك على سبيل المثال. كان رجل أعمال وتمكن من بناء شركتين ناجحتين خلال حياته القصيرة. كان يعمل بجد ويحلم احلاما كبيرة. أراد أن يكون غنياً حتى يتمكن من توفير كل ما تريده عائلته.

في نفس الوقت ، تحسّر الوالد من نجاح الآخرين. و كان مُستاء من كل من حقق ثراء كبيرا ،و غالبًا ما كان يشتكي من أن هذا الزميل كان ناجحًا لأنه قد حصل على فرصة محظوظة أو أن الجارة اكتسبت ثروتها لأنها كانت تعرف الأشخاص المناسبين و النافذين

ليس هناك شك في أن بعض الناس قد حالفهم الحظ في الثروة. لديّ صديق تملك عائلته شركة تصنيع كبيرة تضم الاف العمال ونتيجة لذلك ، استفادت من عوائد سنوية ضخمة جدا . وقد جعلها ذلك مأمن من المتاعب و المخاطر.

ولكن في الوقت نفسه ، أعرف أناسا عملوا بدون كلل او تعب لتجميع ثرواتهم. 
 هل يجب إذا أن نحسد هؤلاء الناس لحصولهم على مليون دولار او اكثر او اقل؟ لا. لقد حصلوا عليها. لانهم يستحقونها..

قد يدفع هذا الامر البعض للحكم عليك بانّك متحيّز أو متحزّب. هذا هراء. كونك ديمقراطيًا لا يعني بالضرورة أنك تكره الأثرياء ، وأن تكون جمهوريًا لا يعني أنك تميل للأثرياء. كانت جدتي تقليدية جدا و محافظة جدا ، لكنها كانت تكره الأغنياء.و لديّ صديق جيد و هو ليبرالي و مؤيد للأعمال التجارية ، و للرأسمالية ، و للمال بشكل عام.

لكن إذا كانت علاقة الحب والكراهية  للثروة ليست سياسية ، فما هي؟ هل هو جزء من تراثنا التقليديّ؟ لا أدري. لكن عن نفسي , لقد قررت تعليق الحكم عندما أسمع عن ثروة الآخرين, و لما لا أمارس التعاطف المالي.
 هناك الكثير من الأشياء التي لا أعرف حقيقتها و الافضل أن اصطفّ بجانب الافتراض الانبل بدلا من تبني الافتراض الأسوأ.

تقول كريستي حول كيفية التعامل مع النقد "لقد حصلنا على نصف طن من الكارهين منذ نشر مقالنا ، وعلى الرغم من أنني كنت أتوقع ذلك ، إلا أنه أصبح مرهقًا بعض الشيء."

و تضيف:

أفضل رهان هو ببساطة تجاهل المتصيدون الماليون. أنت تعرف ما قمت به وأنت تعرف كيف فعلت ذلك.. هؤلاء الحمقى لا يعرفون شيئا عنك. آرائهم لا تهم. دعهم يعيشون حياة سعيدة من الجهل بتمويل من الديون وخمسين عاما من العمل لحساب غيرهم.
و باختصار , تجاهل الكارهين وركّز على المشجعين.
لن يستغرق الأمر منك سوى بعض الوقت لتعلم هذا ،هذا الادراك سيغير حياتك و يمنحك الكثير من السلام.

عندما نقرأ تعليقات من الناس الذين يعتقدون أن هذا لا يمكن القيام به ، اوتعليقات تمزيق و تشفّي من الناس الذين فعلوا ذلك , أرى انهم يظهرون قصورهم وعجزهم عن تحقيق تلك الاشياء لكنهم يخبّؤون ذلك وراء اتهامهم العشوائي للذين هم افضل منهم. 

كما انّ عدم الكشف عن الهوية على الإنترنت يبرز أسوأ ما في الناس. يفعلون ويقولون أشياء لم يفعلوها ولا يقولونها شخصياً او بشكل مباشر.
باختصار, لا يمكنك التحكم في ما يفكر به الناس ، ولا يمكنك منعهم من مهاجمتك في مكان لا تتحكم فيه ، مثل المواقع الالكترونية و غيرها.

ليس مجرد فكرة الاستقلال المالي هي التي تبرز الحاقدين و الكارهين  , بل أي نوع من السلوك المالي الذي يكون خارج القاعدة. في حين أعتقد أننا بحاجة للاحتفال بقصص النجاح ، وليس تشويهها.

اخيرا , لا يهمني إذا كنت قد دفعت قروض السيارة الخاصة بك عن طريق العمل في ثلاث وظائف. لا يهمني إذا كنت خفضت تكاليف السكن عن طريق الانتقال إلى منزل والديك. وتعلم ماذا؟ لا يهمني ايضا إذا كنت لا تذهب في إجازة لمدة خمس سنوات حتى تتمكن من توفير ما يصل لسيارة رياضية جديدة . 
إذا حددت هدفًا نقديًا ، وقدمت خطة ، فحققت ​​ذلك الهدف - حسنًا ، احتفل بإنجازك!

إذا كنت تفعل ما هو صحيح وأنت تبذل قصارى جهدك ، لا يهم ما يعتقده أي شخص آخر. ابقِ مركزا على هدفك. 

إرسال تعليق

Post a Comment (0)