نسبيّة اينشتاين بطريقة مُبَسّطة جدا


كان اينشتاين عالما عبقريا لكن فيما قيل عنه انه لم يكن لسوء الحظّ معلما جيدا , كان يفتقر للاسلوب الملهم التطويري الذي يجلب الطلاب لكن كان يتميز بروح الفكاهة. 

فممّا تداول عنه انه التقى ذات يوم بامرأة جميلة فسالته :

هل لك أن تفسّر لي ما تقصده بالنسبية؟ فالامر يبدو معقدا و ليس بإمكان ايّ احد فهمه سوى ثلاث او اربع اشخاص في العالم .. 

ضحك اينشتاين و قال :

الامر بسيط جدا , مثلا سيدة جميلة مثلك, حين اجلس معك لمدّة ساعتين او ثلاث ساعات سيمرّ الوقت كأنّه ثلاث دقائق , اما اذا كنت أجالس امراة قبيحة لمدّة ثلاث دقائق سيمرّ الوقت كانّه ثلاث ساعات

و النسبية في هذا المثال الذي طرح اينشتاين هو عبارة عن نسبية سيكولوجية , و هي شق اخر من نظرية النسبية العامة و الخاصة التي ابتدعها. 

تكمن أهمّية النظريّة النسبيّة، إلى جانب أنّها غيّرت المفاهيم الفيزيائيّة الأساسية المُتعلّقة بالكتلة والطاقة والمكان والزّمان، في انها صنعت نقلة نوعيّة في فيزياء الفضاء والفيزياء النظريّة، وعدّلت نظريات الفيزياء الميكانيكيّة لنيوتن التي كانت سائدة منذ 200 سنة


حيث نصّت النظريّة النسبيّة على أن حركة الأجسام تكون نسبيّة مع تغيُّر الوقت، وأن مفهوم الوقت لم يعد ثابتاً ومُحدّداً. في البداية , اينشتاين نفسه لم يستوعب فكرة ان الكون يتمدد , فعبث في نظريته و افسدها مقحما فكرة "الثابتة الكونية" , فلما ثبت ان الكون فعلا يتمدد تجريبيا , عاد ليقول أنّ أكبر حماقة ارتكبها في حياته هي "الثابة الكونية" ..

وربطت النظريّة النسبيّة بين الزّمان والمكان بحيث تتعامل معهما كشيء واحد يُسمى الزّمكان بعد أن كان يتم التّعامل معهما كشيئين مُختلفَين، وربطت الوقت بسرعة الجسم وحركته، كما أصبحت هناك مفاهيم لتقلُّص وتمدّد الزّمن في الكون.


و يمكن تبسيط النظرية قدر الامكان من خلال بعض الامثلة . 

لنفترض أن هناك شخص يقوم بمشاهدة التلفاز، سوف يظنّ كل من نفسه والتّلفاز ثابتين، هذا صحيح بالنسبة للمكان الموجود به، لكن ليس صحيحاً بالنسبة للكون, فالشّخص والتّلفاز يتحرّكان بتأثير مجموعة من الحركات منها دوران الأرض حول الشمس، ودوران الأرض حول نفسها، وحركة النّظام الشمسيّ في مجرّة درب التبّانة، وحركة المجرّة في الكون.

او لنفترض ولادة توأمين في نفس الوقت أحدهما بقي على الأرض والآخر غادر كوكب الأرض بسرعة الضوء لمدّة سنة ثم عاد بنفس السّرعة مرة أخرى للأرض، سيجد أن توأمه وصل عمره إلى خمسين سنة وهو مازال بعمر سنتين. سبب ذلك هو تمدّد الزّمن لدى التّوأم المُسافر نتيجة تحركه بسرعة الضّوء.

و عمِلَت النظريّة النسبيّة على تفسير وفهم الكثير من الفرضيّات والظّواهر، حيث أستطاع العلماء من خلالها فهم طبيعة التّفاعلات التي تحدث بين الجُسَيمات، ممّا أسهم وبشكل كبير في تطوّر بعض العلوم ومنها العلوم النوويّة التي زاد الاهتمام بها بعد ظهور النظريّة النسبيّة، وفَسَّرَت الكثير من سلوك الجُزيئات في التّفاعلات النوويّة، وبيَّنَت خواصّها وصِفاتها، كما ساهمت في تفسير الكثير من الظّواهر الكونيّة والفضائيّة، مثل موجات الجاذبيّة، والثّقوب السّوداء في الفضاء.

النظريّة النسبيّة بشكل عام كانت تتضمّن أكثر من نظريّة فيزيائيّة أهمّها النظريّة النسبيّة الخاصّة والتي نُشِرَت عام 1905، وتمّ قبولها عام 1920، وتهتم بقِيَم الجُزيئات الصّغيرة وتفاعلاتها. وقد تمّ استخدامها من قِبَل الفيزيائيين في فيزياء الذرّة والفيزياء النوويّة وميكانيكا الكم.

أمّا النظريّة العامّة النسبيّة، والتي نُشِرَت عام 1906، تهتمّ بالقِيَم الفلكيّة الكبيرة، وحركة الأجرام الكونيّة.

تتكوّن النظريّة النسبيّة الخاصّة من فرضيّات تعتمد عليها، وتُشكّل أساس النظريّة، وهذه الفرضيات هي:



ثبات سرعة الضوء: أثبتت النظريّة النسبيّة أن الضّوء ذو سرعة ثابتة مهما كان مصدره ومكانه، وهو ليس بحاجة لوسطٍ ناقل للانتقال من مكان لآخر كما هو في موجات الصّوت. 

الزّمن هو البعد الرّابع: يُعتبر أينشتاين أول من وضع الزمن كبعد رابع بعد الطّول والعرض والارتفاع للمادّة، وأدخل البعد الرّابع في جميع حساباته. 

نفي وجود الأثير: الأثير هو الشيء الموجود في الكون ولا حدود له، وكان يعتقد كل العلماء بوجوده، ولكن أينشتاين نفى وجوده، وقال بأنّه لا يوجد إلا المكان النسبيّ والسرعة النسبيّة. 

أعادت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية حوارا كانت أجرته مع ألبرت أينشتاين قبل 95 عاما، بمناسبة حصوله على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1922.

فوضع هذا العالم الفذ تفسيرا مبسطا للقراء يقول إن:

"المدة الزمنية تختلف من شخص إلى آخر، حيث يمكننا القول إن الساعة التي يقضيها المترجل على الطريق تكون أبطأ من الساعة التي يقضيها سائق السيارة على الطريق، وهذه الساعة تعد بدورها أبطأ بكثير من الساعة التي يقضيها سائق الطائرة في الجو وهكذا دواليك، وذلك نظرا لأن الحركة تختلف بينهم".


وأضاف في هذا الصدد مشيرا إلى أنه 

"ليس هناك قيمة لكل من الفضاء والوقت، بل لا وجود لهما أصلا، فهما يعتمدان فقط على حركة السرعة، ولكنهما في الوقت نفسه يكملان بعضها البعض"

هل اعجبكم المقال؟ لا تنسوا ان مساحة التعليق لكم

إرسال تعليق

Post a Comment (0)