4 لصوص للسعادة عليك مواجهتهم

4 لصوص للسعادة عليك مواجهتم

سنتكلّم في هذا المقال عن اللصوص الذين نسمح لهم بان يسرقوا منّا سعادتنا لذلك يجب علينا ألّا نبحث عن السعادة بقدر ما علينا أن نقف أمام هؤلاء اللصوص أنفسهم الذين يسلبون منّا انسجامنا و سلامنا الدّاخليّ.

تعرف معنا عزيزي المتابع، على أربعة لصوص للسعادة تكتشفهم لأوّل مرّة:

إستمع و حمل باقة من المقالات، التأملات و ملخصات الكتب الصوتية عبر تطبيق أوديولابي » حمله مجانا

4 لصوص للسعادة عليك مواجهتهم

اللص الأول: السيطرة

يريد هذا اللص منّا الاعتقاد بأنّ بإمكاننا السيطرة على الحياة عوضا عن تقبلها كما هي. و قد يكتشف الأشخاص في وقت متأخّر أنّ السبب الرئيسي في كونهم تُعساء هو توقهم إلى أن تكون الحياة شيئا مختلفا عمّا هي عليه.

فمن طبيعة الحياة هي وجود الكثير من الأمور الخارجة عن السيطرة و بصفتنا بشرا فإننا سنعاني و سنشيخ و سنمرض و سنموت في النهاية.

هذه الحقائق الحياتية الثلاث يمكن أن تُسبّب لبعض الأشخاص الاكتئاب لكن في حقيقة الامر ما يسبب لهم ذلك الشعور بالمعاناة هي مقاومة تلك الحقائق و الرغبة في أحكام السيطرة عليها دون أيّ جدوى… لذلك، تكمن السعادة في معرفة ما يمكننا السيطرة عليه و تقبّل ما لا يمكننا السيطرة عليه.

قد يهمك: 19 قاعدة لحياة أفضل (من ماركوس أوريليوس)

اللّص الثاني: الغرور

و هو أحد أقوى لصوص السعادة بل و لعلها أقوى حاجز أمام الرضا الحقيقي و الرفاهية الشخصية. إنّ اللص الثاني للسعادة هو الغرور أي ذلك الإبراز المفرط لأهميتك الشخصية و اعتقاد أنّك منفصل تماما عن الآخرين و أنّك لن تجد السعادة إلّا في تمييز نفسك، و هناك كلمة أخرى تصف هذا اللص و هي : الخيلاء.

و هي أن نصبّ جامّ تركيزنا على ذاتنا الصغيرة لدرجة أنّنا نغفل عن طبيعتنا الحقيقية بحيث يتسبّب لنا في هوس دائم بشأن مكاننا في العالم. فنستمر في طرح أسئلة مثل : ما هي منزلتي في هذا العالم؟ لِمَ انا هنا؟ هل أنا حقّا مُهمّ؟

و تأكد، متى كان عالمنا يدور حول الغرور فمن المؤكّد أننا سنفقد السعادة التي هي حقّنا المشروع و الفطريّ. لذلك كلّما ركزنا على أنفسنا و على قصّتنا الصغيرة الفرديّة ازداد ضياعنا في حين عندما نركّز على شيء خارج انفسنا كنّا أشدّ سعادة، لذا حاول التخلص من حبّ قصّتك الشخصية و حوّل تركيزك إلى عاملك الخارجيّ.

اللّص الثالث: الاستهلاك

و هو اللص الذي يخبرنا بأنّ شيئا ما في خارج انفسنا هو ما نحتاج إليه لتحقيق السعادة, و يحاول أن يخفي عنا حقيقة أنّ بإمكاننا اختيار السعادة في أيّ وقت. 

و الاستهلاك هو أساس مجتمعنا الاستهلاكيّ و لقد أسسنا للأسف نظاما اقتصاديا مبنيّا على اعتقاد انّنا بحاجة إلى شراء شيء ما للشعور بالرضا، فتطلبُ منك الإعلانات قائلة : "افتح تفرح" لزجاجة كوكا كولا، كما لو أنّ السعادة تتطلّب منا فتح شيء ما! كما تعدنا مواقع التعارف بانّ السعادة على بعد لقاء واحد...

أعتقدُ إذا أنّها ليست مصادفة أنّ مجتمع "الشبح الجائع" الذي أنشأناه يدمّر الكوكب حرفيّا نتيجة لبحثنا المتواصل عن السعادة في الخارج، فيخدعنا هذا اللص لنظنّ بأنّ مصدر السعادة يكمن في الاستهلاك.

و من المحتمل ألّا تملك الاختيار في الشعور بالسعادة لكن تأكّد أنّ لك حرية اختيار الشعور بالرضا، و هو ذلك القرار الذي يدفعك إلى تقبل الأمور كما هي في هذه اللحظة الراهنة. لذلك كلّما شعرت بأنّك تعيشا ردّد في نفسك: أنا أختار الرّضا!

قد يهمك: 5 أسباب نفسية تجعلك غير واثق من نفسك

اللص الرابع: التّراخي

و هو لصّ ماكر، فهو أشبه بشخص كسول يجلس على أريكة و جهاز التحكّم عن بُعد في يده و هو يريد البقاء على القناة التلفزيونية نفسها و الوضعية المريحة نفسها عالقا في الروتين الذي لا يمنح الحياة و في نفس الوقت، هو لا يهتمّ بعواقب هذا الروتين . لذلك يجب أن تعلم أنّ العادات التي تبدو مريحة هي في واقع الامر لا تخدمنا.

و لتفادي تأثير هذا اللص عليك، ابدا بتغيير عاداتك و الخروج من منطقة الراحة لديك، اسعَ إلى تعلّم شيء جديد، أو تذوّق طعام جديد، او زيارة مكان جديد، فحينها ستحصل على دفعة هائلة من كيماويّات السعادة في عقلك، و مردُّ ذلك أنّ عقولنا تتحمس دائما لوجود التغيير. فجزء كبير من سعادتنا ينبع من خوض تجارب جديدة و مواجهة تحدّيات جديدة و تعلّم مهارات جديدة بينما الروتين يقتل الرّوح البشريّة شيئا فشيئا.

إرسال تعليق

Post a Comment (0)