إن رحلتنا الحياتية لا تكاد تكون خالية من الأحاسيس المؤلمة جراء ما نمر به من عثرات و تجارب فاشلة تجعلنا نختبر أسوأ الأحاسيس و أمرها. و إنها ليست إلا تجارب الحياة التي ستقوي عودنا و ترشدنا إلى الطريق الصواب في تجاربنا المستقبلية. لذلك فإننا مطالبون بحسن تأويل تلك الأحاسيس التي تعترينا، فهي ليست أحاسيس سلبية أو تشاؤمية بقدر ماهي أحاسيس طبيعية نكتسبها كلما نضجنا أكثر. سنذكر الآن هذه الأحاسيس و تجدر الإشارة هنا أن التوكيدات الإيجابية تعتبر من أنجع الطرق لإبصار مواطن القوة في هذه الأحاسيس.
4 أخطاء تمنعنا من التغيير!
4 أخطاء تمنعنا من التغيير!
1. عدم الثقة بالنفس :
قد تعتقد أنك تزعزع ثقتك بنفسك أمر سلبي و ضرب من ضروب اليأس و لكن هذا طبعا ليس بالتفسير السليم لهذا الشعور. إن عدم الثقة بنفسك يدل على أنك في تطور و في إنتقال من مرحلة إلى أخرى، فليس الأمر سيان عندما تكون في منطقة راحتك و عندما تواجه مخاوفك لتخوض تجارب جديدة. لا بد بأنك ستشعر بأنك غير جيد بما يكفي و لكن لا تترك هذا الشعور يسيطر عليك طويلا لأنك ستكتشف أنك في مستوى توقعاتك.
2. الشك في قدراتك الشخصية :
ستشعر في الكثير من الأحيان و خاصة عند إقدامك على خوض تجربة جديدة بأنك لا تمتلك القدرات الكافية و أنك تجهل أكثر بكثير مما تعلم. و لكن إذا أعدت التفكير في هذا الشك ستجد أنك تعيد إمتحان قدراتك فإذا إكتشفت أنها غير كافية و أنها دون المطلوب ستنمي من نفسك و ستجد أنك نضجت بما يكفي لتكتشف مواطن ضعفك و بالتالي تبدي إستعداد لتحسين ذاتك و تطويرها و أنك إنسان منفتح لما تطلبه الحياة منك لتبلغ من النضج الفكري شأوا عظيما.
3. الضياع و التوهان :
خلال رحلة نضجك ستجد نفسك في معظم الأحيان تائها لا تستطيع إدراك وجهتك و لا رؤية أي أمر بوضوح. و لكن لا تخف فهذا و إن دل على شيء إنما يدل على إقدامك لصعود درجة أخرى من الوعي الفكري. إن ضياعك ذلك يعني أنك لست بالشخص الذي يهوى الإستكانة و الركود منتظرا واقعا أجمل و مستقبلا أعظم، فالأحلام لا تأتينا على طبق من فضة بل نحن من نسعى إليها بكل الطرق حتى و إن إختلطت علينا السبل و تهنا فإننا سنجد أنفسنا عاجلا أم آجلا.
4. الشك في كل الأمور :
إن الإنسان الذي يثق بكل ما حوله و الذي يأخذ كل الأمور مسلمة دون التشكيك فيها لن يلتمس طريق تطوير ذاته حتى و إن وجد في هذا الأمر راحة و إطمئنانا. فالشخص الذي يسعى للإرتقاء بذاته و تطويرها يمر حتما بتجربة الشك في كل ما حوله. إن ملكة التفكير النقدي ليست أمرا بديهيا عند جميع الناس. فكل الناس تمتلك عقولا و لكن الحكمة و النضج لا يؤتيان إلا لمن سعى إليهما حتى و إن إقتضى الأمر حرمانا من الراحة و الطمأنينة.
5. الخوف :
إن الخوف عنصر أساسي لا نستطيع تجاهله و غض النظر عنه فالخوف هو أكبر دليل علة خروجك من قوقعتك المريحة. تذكر دائما أن هذا الخوف لن يقتلك فلا تدعه يحول دونك و دون بلوغك النضج الفكري بل حاول أن تستغل هذا الخوف كدافع لك لتكمل طريقك و تتجاوز كل مخاوفك ! لا تدع خوفك يخفت نورك و يخرس روحك و يقتل روح المغامرة فيك بل دعه يتملكك حتى تحارب من أجل التغلب عليه لتخلق من العدم عظمة لنفسك.
6. القلق المفرط :
هل سأنجح في الإمتحان ؟ هل سأقبل في هذه الوظيفة ؟ هل ستقع بدورها في الحب ؟ كل هذه التساؤلات ستزرع في داخلك القلق و الحيرة، فكل خطوة في حياتك هي عبارة عن إمتحان لا تريد الفشل فيه. و إن الرغبة في النجاح ستجعلك تشعر بالقلق ! و هذا الإحساس ليس شعورا سلبيا بل هو أمر طبيعي و لكن ما يختلف من شخص إلى آخر هو ردة الفعل و كيفية التعامل مع هذا القلق. لذلك حاول أن تتعلم الطرق المناسبة لحسن التعامل مع قلقك المفرط ( تطرقنا سابقا إلى أفضل الطرق في مقال آخر).
7. عدم الإرتياح :
إن هذا الشعور ردة فعل طبيعية و متوقعة عندما تجبر نفسك على الخروج من منطقة راحتها لتكتشف العالم و تستطيع التمييز بين الغث و السمين بمفردها. فطالما عودتها على تلقي الأمور و كأنها مسلمات لا يجوز إنتقادها في حين أن هذا الأمر غير صحي لتطوير وعيك و صقل ملكة الفكر لديك. حاول أن تستمتع بهذا الإحساس بالشعور بالراحة دائما أمر روتيني يجعلك إنسانا غير فعال و غير نافع.
إرسال تعليق