3 تعاليم زان رائعة لتعلم كيفية التغلب على الخوف


لو كان للأنا محرك ، فإن الخوف سيكون وقودها. القلق في بعض الأحيان شيء جيد ، ولكن في بعض الأحيان فقط..
إذ يمكن للخوف أن يجعلها ضعيفة و غير مجدية ، كما سيحول دون تحفيزها على التغيير. 
في دراسة الزن ، لا نتعلم فقط محاربة مخاوفنا ، ولكننا نتعلم ايضا أن لا نخاف على الاطلاق. وهذا ما يسمى "زئير الأسد زازان".

الأسد هو التجسيد الحي للسيطرة على النفس. هذا الحيوان له السيادة على كل ما يراه ، وكذلك الشجاعة والسرعة والقوة لإشباع كل رغباته.

سلوكه ملكي وهادئ ، لكن لا يمكن تخويفه أبداً. وتمّ استخدام استعارة الأسد لوصف كيفية التغلب على الخوف في Majjhima Nikaya، وهي مجموعة من الخطب حول تعاليم بوذا، وهذه التعاليم هي اطهر ما يكون  لوصف المخاوف الكثيرة التي علينا  التغلب عليها.

1. الخوف من الموت

وفقا لمعلّم الزن ، Daisetz Teitaro Suzuki ، يجب علينا أولا أن نتغلب على الخوف من فقدان الجسد. ونتيجة لذلك ، يدرك الوعي الداخلي أننا لا نرى في الموت خطرا على الاطلاق وأن نقبل باننا ببساطة مجرّد اجساد فانية، وبالتالي نضع مفهوم "الخوف" وراء ظهورنا. 
يقول سوزوكي أننا لسنا بحاجة إلى النظر إلى ما وراء الأحاسيس الجسدية التي تظهر عندما نفكر في الخوف. فغالبا ما يؤدي الخوف إلى شعور بالفراغ في أسفل البطن ، و عدم حركة في قاعدة اللسان وتقييد للتنفّس .. فإذا كنا سنزيل هذه الأحاسيس ، فإن الخوف سيصبح بلا معنى.

يقول Suzuki  , حسب زازن Zazen،إنّ هدفنا هو الحفاظ على الطاقة الكاملة في أسفل البطن ، التنفّس المنتظم على وتيرة واحدة، ضربات القلب منتظمة ايضا وعضلات الجسم في كامل مقاومتها, بحيث إذا ظهرت لنا مشاعر كالخوف ، يمكن التغلب عليها بسهولة.

2. الخوف من فقدان الذات

تكون بعض المخاوف مفهومة حتى عندما ندرك أنه يجب علينا مواجهة الموت الروحي لنتقدم في طريقنا. و حتى إذا كنا نطمح إلى مستويات أكثر ثراءً من الوعي ، فإننا لن نكون دائماً متحمسين للتخلي عن العادات والعكازات التي حافظت لنا على مستوى الوعي الحالي لدينا.

هناك أنواع أخرى من الخوف تجعلنا عليلين وقابلين للوقوع في الخطأ. إن وعينا يتذبذب بسهولة ولا يمكننا مواصلة أنشطتنا اليومية. يجب علينا أولاً أن نزرع حالات الذهن الأربع حتى نكون قادرين على "ملء بطننا" بالقوة و الزئير مثل الأسد وتعلم كيفية التغلب على الخوف.

فيما يلي حالات الذهن الـ 4 لتعلم كيفية التغلب على الخوف:

Shoshin أو "عقل المبتدئين" (心)

هذه هي الخطوة الأولى في زراعة القوة و الجسارة. فكر في وقتٍ كنت فيه متحمسًا ومتلهفًا لبدء نشاط تجاري جديد. ربما كنت تتعامل مع غرباء ، لكنك كنت ممتلئًا من تجربة شيء جديد. هذا هو نوع العقل الذي نريد أن نزرعه في كل جوانب الحياة. بدلاً من البدء بالعصبية أو الخوف ، يمكننا الانفتاح بأنفسنا وقبول كل ما يحدث لنا. للتعامل مع الحياة بعقل المبتدئين ، يجب أن نضع جانبا الأفكار المسبقة ونرى الأشياء بشيء من التفاؤل. إذا شعرت بهذا الشعور فيما تقوم به  في اعمالك و مشاريعك التجارية, يمكنك أيضًا تطبيقه على كل مجالات حياتك. 

 (Fudoushin (動心 و تعني أن لديك "روح غير قابلة للتغيير" او "روح ثابتة".

هذا لا يعني أنك عنيد ، ولكن fudoushin تعني أنّك قادر على الصمود في وجه العقبات. الاسد لا يغضب ولا يطلق الاحكام على العقبات ايضا. إنه مسالم مثل الهدوء قبل العاصفة حتى يرتمي على فريسته. إذا كنت تستطيع تطوير fudoushin الخاصة بك عند الشعور بالتوتر و الضغط ، لن تكون قابلا للتوقف او الرضوخ في الحياة.


(Mushin (無心 أو "بدون روح".

إنها فلسفة شبيهة بالفكرة الصينية الطاوية للوو وي (وتعني حرفيّاً "من دون" أو "من غير". وكانت قد ظهرت في فترة الربيع والخريف لتصبح مصطلحًا هامًا في كلًا من الطاوية واختبارات الامبريالية الصينية) . عندما نكون نعمل على تحفة فنية رائعة أو للقيام بشيء نحبه ، فإننا نختبر حالة mushin. عندما يكون حاضرين بشكل خالص و كليّ في اللحظة الحالية ، دون خوف ، دون غضب ، دون غرور أو عاطفة أخرى. نصبح قوة لا يستهان بها. من خلال تطوير توازننا والتدرب على التركيز على نقطة عدم التفكير او الصفاء الذهنيّ، يمكننا زراعة mushin بكل سهولة.

(Zanshin (心 ،و يترجم على أنه "الروح المتبقية".

هذه الحالة الذهنية تحتوي على عنصرين محددين. هذا يعني أنك مُسترخٍ و في نفس الوقت , واعٍ بالبيئة التي انت فيها.و هي حالة  الحفاظ على اليقظة حتى في وضع الاسترخاء ،حينها لا يمكن للخوف أن يؤثر عليك ، حتى في مواجهة اعتى الخصوم .

3. الخوف من المعاناة

و قد علم بوذا أن الجهل هو أساس كل المخاوف المتبقية. ميلنا لمحاولة تجنب المعاناة - الخوف من الفشل ، وجع القلب ، والخسارة ، وما إلى ذلك. لديه سبب واحد فقط ، إنه يأتي من العقل.  وقال بوذا ، 

"إن مصدر كل خوفنا يأتي من عقلنا غير المنضبط أو من "أوهامنا"

و على الرغم من اتهام فريدريك نيتشه للبوذية من اجل توجهها المُغرق في الوجوديّة, علمنا بوذا أن نبحث عن الطريق الوسط بين الدنيوية والروحانية, و النظر في الأشياء على حقيقتها  و ايلاء اهتمام لتفاصيلها المُجدية , بدلا من رؤية كل الأشياء فارغة وتافهة. نحن نرى الحياة الدنيوية بلا معنى ، لكن نعترف بالأهداف الروحية باعتبارها ذات معنى أسمى بكثير.

 قال سوجو , معلم الزن ، ذات مرة:

 السماء والأرض وأنا من نفس الجذر ، وعشرة آلاف شيء وأنا من مادة واحدة.

تذكّر عزيزي القارئ انّ تعلم التغلب على الخوف سيسمح لك بالوصول إلى "زئير الأسد" و التحقق الكامل للذّات..

إرسال تعليق

Post a Comment (0)