كيف تتوقف عن الشعور بالإرهاق الدائم؟

الفارق الوحيد بينك و بين شخصيات ناجحة مثل جي كي رولينغ و إيلون ماسك ليس الذكاء أو التحفيز أو اخلاق العمل  بل هو ببساطة شعورك الدائم بالإرهاق و الخمول . إن لم يوجد هذا الإختلاف البسيط كنت ستتمكن بسهولة من كتابة فصلين من الرواية المقبلة الأكثر نجاحا كل صباح قبل الذهاب لمحاربة الجريمة او ببساطة الدراسة للإمتحان القادم. لكن في أغلب الاحيان لا يمكنك فعل ذلك لأنك في حالتك هذه  تشبه الزومبي .
عيناك منتفختان و تتحرك ببطئ و صعوبة لأنك ببساطة لا تمتلك الطاقة الكافية لفعل الأشياء التي ترغب في فعلها يوميا. لذلك ما سنفعله اليوم هو التعرف على بعض الطرق التي ستساعدك على التخلص من الإرهاق الدائم و استعادة احتياطي الطاقة اليومي. لكن قبل ان ابدا من المهم ان تعرفوا انني لن اتحدث عن الحالات المرضية كمتلازمة التعب المزمن فهذه الحالات من إختصاص الاطباء.
سأتحدث اليوم عن الإحساس الطبيعي بالإرهاق الذي يمكن تفاديه بتجنب بعض العادات السيئة.
أهم عادة صحية تجنبك الشعور بالإرهاق هي أخذ قسط  كبير من النوم يوميا . أطلقت مؤسسة النوم الوطنية في الولايات المتحدة تقريرا عن معدل ساعات النوم اللازمة  لكل فئة عمرية. يمكنك إستخدام هذه الإحصائيات لتحديد عدد الساعات التي تحتاجها. لكن في بعض الأحيان حتى لو إلتزمت بتوصيات هذه المؤسسة ستستيقظ متعبا لأنك لا تحترم دورة نوم جسمك في مراحل سابقة أو .  إذا إستيقظت قبل اكتمال دورة نومك ستشعر بشعور سيء و هذا نتيجة استخدامك للمنبه الذي يقطع دورة نومك بشكل مفاجئ. فقبل اختراع الكهرباء او المنبه كان الناس يستيقظون عند نهاية دورة نومهم وهو ما يجعلهم في نشاط و حيوية طيلة اليوم. بيرس جي هوارد


اقرأ أيضا: كيف تتخلص من إدمان مواقع التواصل الإجتماعي؟ اليك 4 أساليب منهجية

في كتابه دليل المالك للدماغ أن "الشخص الذي ينام 4 دورات فقط (6 ساعات) سيشعر بالراحة أكثر من الشخص الذي ينام لمدة 8-10 ساعات ولكن لم يُسمح له باستكمال أي دورة بسبب استيقاظه قبل اكتمالها. كل دورة نوم تتطلب معدل 90 دقيقة لتكتمل. أنا أقترح عليكم ان تستخدموا موقع " سليبي تايم sleepyti.me" الذي يستخدم الإحصائيات لمساعدتك على تحديد وقت الاستيقاظ الأنسب لجسمك. لكن 90 دقيقة هو مجرد معدل فقد تحتاج إلى 30 دقيقة إضافية أو 30 دقيقة أقل لتكمل دورة نومك. لذلك من الافضل ان تحاول معرفة موعد استيقاظك الطبيعي. حلما تتحقق من ذلك يمكنك ان تستخدم المنبه كدعم لضمان استيقاظك في الوقت المحدد.
بالنسبة للطلبة يوجد عاملان أساسيان يسببان الإرهاق و هما عدم التعرض لأشعة الشمس بالقدر الكافي و عدم ممارسة الرياضة. هذان العاملان متلازمان لأن أغلب الطلبة يمضون ساعات كثيرة في استخدام الكمبيوتر. لذلك إذا شعرت بالإرهاق الذهني أثناء دراستك جرب التمشي لمدة 20 دقيقة لاستعادة نشاطك. ببساطة أجسادنا مصممة لتتحرك لكن أغلبنا كثير الجلوس. نحن نقضي الكثير من الوقت و نحن جالسون في اماكن إضاءتها خفيفة خاصة عند استخدام الكمبيوتر. و هذا قد يكون مسببا رئيسيا للإرهاق. قد لا يكون الامر واضحا لكن الشمس تلعب دورا مهما في الحفاظ على معدل طاقتك.
التعرض لضوء الشمس  يحفز جسمك على إنتاج  الميلاتونين وهو هرمون يساعدك على النوم بشكل صحيح  ويؤدي دورًا في الحفاظ على نظام نبضات القلب. هذا ما ينسجم مع دورة نومك. ثانيا أشعة الشمس هي المصدر الرئيسي لفيتامين دي الذي يلعب دورا في الحفاظ على صحة عضامك و عمل جهاز المناعة لديك.
إكتشف العلماء علاقة بين نقص فيتامين دي و الشعور بالإرهاق في دراسة نشرت سنة 2004. و لاحظوا تحسنا ملحوظا لدى المرضى حالما إستعادو معدل فيتامين دي طبيعي في جسمهم. من المهم التعرض لأشعة الشمس لأن الطعام وحده غير كاف لتلبية حاجياتنا من فيتامين دي. ثانيا أنت بحاجة لبعض التمارين الرياضية الخفيفة لتتخلص من الإرهاق.  أثبتت الابحاث ان الطلبة الذين يقومون بتمارين رياضية لمدة 20 دقيقة يوميا يشعرون بنشاط وحيوية اكثر و بإرهاق أقل.
ثالث عنصر مسبب للإرهاق هو الكافيين. الكافيين ليس سيئا في حد ذاته فكمية قليلة منه
مفيدة للتخلص من الإرهاق عند الحاجة لإكمال عمل ما . لكن استهلاك الكافيين بشكل دوري يسبب مشاكل صحية. شرب سوائل تحتوي على الكافيين في وقت غير مناسب يعبث بنظام دورة نومك. تجنب تناول الكافيين قبل 6 ساعات من موعد نومك لأنها المدة التي تحتاجها هذه المادة لتأثر في جسمك. بالإضافة إلى ذلك يسبب الكافيين الإدمان على المدى الطويل. و بعد فترة معينة سيصبح جسدك مقاوما له و بذالك يفقد تأثيره و تزداد حاجياتك للمزيد من الكافيين. لذلك أفضل شيء تفعله هو المحافظة على نظام نوم و تمارين رياضية لتبقى نشطا طوال اليوم.

إرسال تعليق

Post a Comment (0)