6 قصص طريفة لأمثال متداولة تعرفها لأوّل مرّة




1.قصّة مثل "رُبّ عُذر أقبح من ذنب"
يقول الرواة :
أن " هارون الرشيد " طلب من الشاعر " أبا نواس " وهو يسامره ذات ليلة أن يعطيه
مثالاً يوضح كيف يمكن للمرء أن يعتذر عن ذنب ارتكبه بما هو أقبح من الذنب نفسه !!
فوعده " أبو نواس " أن يعطيه هذا المثال على أن يمهله بضعة أيام ،
وبعد أن مرت عدة أيام .

رأى " أبو نواس " " هارون الرشيد " واقفاً عند نافذة يتأمل جمال الحديقة أمام قصره ،
فاقترب منه بخفة وغافله وضربه بلطف على قفاه .
فالتفت إليه " هارون الرشيد " ويده على مقبض سيفه ، وقال له غاضباً :
- ويل أمك ... كيف تجسر على فعل ما فعلت ؟؟
فقال " أبو نواس " :
- لا تغضب يا مولاي ... فقد ظننتك سيدتي زينب !!
فاستشاط " هارون الرشيد " غضباً وقال
- ويلك أيها الفاسق القبيح ... وهل تجسر على أن تفعل مثل ذلك مع سيدتك ؟؟
فرد عليه " أبو نواس " قائلاً :
- يا مولاي ... هذا هو المثال الذي طلبته مني على العذر الذي يكون أقبح من الذنب .
فضحك " هارون الرشيد " وعفا عنه .

2.قصة مثل "إذا كان الكلام من فضّة فالسكوت من ذهب"

الرجل العجوز الذي سئم الوحدة :
القصة الحقيقية وراء ذلك المثل وفقاً للكثير من الأقاويل هي عن رجل مًسنّ طريح الفراش، يعيش  وحيداً  فاستأجر شخصا آخرليتحدث معه .
جاء له الحكواتي في اليوم الأول وقص عليه الكثير من القصص المسلية منذ بداية صباح اليوم وحتي المساء وقد أعطاه العجوز المقابل المتفق علية مقابل الجلوس معه.
لكن مع مرور الأيام شعر العجوز بالملل من الحكايات التي يقصها عليه الرجل يوميا  , فطلب منه السكوت على أن يعطيه أكثر مما يأخذ يومياً منه عن الحديث. وبالفعل التزم الرجل الصمت التام حتى نهاية اليوم  و وفى الشيخ بالاتفاق و دفع له ضعف المبلغ.
نظر الرجل إلى الأموال التي حصل عليها مقابل سكوته عن الكلام وأخذ يردد بينه وبين نفسه "إذا كان الكلام من فضة فأن السكوت من ذهب"

3.قصة مثل "كلّ الطرق تؤدّي إلى روما"
في الواقع , هناك 19 طريقا تؤدي الى روما.
أما المثل فهو مثل روماني قديم، وسببه أن مدينة روما قبل أن تصبح عاصمة الإمبراطورية الرومانية أرادت أن تبني دولة قوية وتترأس زعامتها، فقامت بفتح البلاد المجاورة لها،
ولكن واجهتها صعوبة المواصلات، ووعورة الطريق فعمدت إلى
ربط كل مدينة تفتحها بطريق مرصوف يصل في نهايته إلى روما .
حتى تبقي هذه المدن المفتوحة تحت سيطرتها، فأصبح كل طريق يصل في نهايته إلى روما!

4.قصّة مثل "عادت حليمة لعادتها القديمة"
"حليمة" هي زوجة حاتم الطائي الذي اشتهر بالكرم، كما اشتُهرت هي بالبخل، فكانت إذا أرادت أن تضع سمناً في الطبخ، ارتجفت الملعقة في يدها، فأراد حاتم أن يعلمها الكرم فقال لها: إن الأقدمين كانوا يقولون أن المرأة كلما وضعت ملعقة من السمن في طنجرة الطبخ زاد الله بعمرها يوماً، فأخذت حليمة تزيد ملاعق السمن في الطبخ، حتى صار طعامها طيبًا وتعودت يدها على السخاء
ولما مات ابنها الوحيد الذي كانت تحبه أكثر من نفسها، جزعت حتى تمنت الموت، وأخذت لذلك تقلل من وضع السمن في الطبخ حتى ينقص عمرها وتموت فقال الناس: "عادت حليمة إلى عادتها القديمة".

5.قصّة مثل "رجع بخُفّي حُنين"

كان هناك رجلا  يُدعى "حُنين" يعمل مصلحًا وصانعًا للأحذية في مدينة بالعراق، وكان مشهورًا بإتقانه للصنعة .  وفي يوم من الأيام مر أمام دكانه أعرابي يركب على بعير فوقف بجوار الدكان ودخل إلى حُنينٍ يسأله وينظر للأحذية ، وقد أعجبه أحدها فسأله عن السعر وبدأ بالجدال والمساومة حول السعر و بعد الكثير من الوقت اتفق معه على السعر وإذا بالأعرابي يترك الدكان ولم يأخذ الحذاء ولم يشتريه و لم يُعر له أي اهتمام، فغضب حنين من تصّرفه  , لذلك أراد أن ينتقم من الأعرابي فراح يلحق به وسلك طريقًا جانبيًا أسرع من الطريق الذي سلكه الأعرابي فأصبح أمامه بمسافةٍ، وأخذ الخُفين ووضع أحدهما على الطريق، وعلى بعد أمتارٍ منه وضع الحذاء الثاني واختبأ في مكانٍ يراقب منه الأعرابي عندما يصل لهذه المنطقة. وعندما وصل الأعرابي ووجد الحذاء، قال ما أشبهه بخفي حُنين، لكن هذا حذاء واحد فلو كان الثاني معه لأخذته، فتركه وسار في طريقه، وبعد مسافةٍ وجد الحذاء الثاني، وقال كأنه هذا وذاك خفي حُنين، فأخذ الثانية ورجع للأولى كي يلتقطها، وترك دابته مكان الحذاء الثاني ، وهنا كان حُنين يتربّص به فلما ترك دابته ورجع للحذاء الأول، أخذ حنين دابته وهرب بها، وعندما عاد الأعرابي لمكان الدابة لم يجدها وعاد إلى أهله فارغ اليدين ، فسأله أهله ماذا أحضرت لنا، فقال أحضرت لكم خُفيّ حُنين.

6.قصة مثل "الحكاية فيها إنّ"
يُقال إن أصل العبارة يرجع إلى رواية طريفة مصدرها مدينة حلب، فلقد هرب رجل
اسمه علي بن منقذ من المدينة خشية أن يبطش به حاكمها محمود بن مرداس لخلاف جرى بينهما،
فأوعز حاكم حلب إلى كاتبه أن يكتب إلى ابن منقذ رسالة يطمئنه فيها ويستدعيه للرجوع إلى حلب
ولكن الكاتب شعر بأن حاكم حلب ينوي الشر بعلي بن منقذ فكتب له رسالة عادية جدا
ولكنه أورد في نهايتها “إنّ شاء الله تعالى” بتشديد النون
فأدرك ابن منقذ أن الكاتب يحذره حينما شدد حرف النون،
ويذكره بقول الله تعالى: “إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ”*. فرد على رسالة الحاكم برسالة عادية يشكره أفضاله ويطمئنه على ثقته الشديدة به،
وختمها بعبارة: "إنّا الخادم المقر بالأنعام"
ففطن الكاتب إلى أن ابن منقذ يطلب منه التنبه إلى قوله تعالى: “إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا”*، وعلم أنّه لن يعود إلى حلب في ظل وجود حاكمها محمود بن مرداس.
ومن هنا صار استعمال (إنَّ) دلالة على الشك وسوء النية.


إرسال تعليق

Post a Comment (0)