منبوذ العائلة - أن يكون الطفل قربانًا لأهله!

خروف العائلة" أن يكون الطفل قربانًا لأهله!

مرحباً بكم ايها الرائعون: 


عندما تلتقي عيناك مع طفل كان ضحية لعائلته أو امرأة تبلغ ثلاثين سنة أو رجل كانوا ضحايا فإنهم خلف ملامحهم التي تحمل القسوة و البرود الشديد نصادف الكثير من الحزن و القصص العائلية المحزنة دفينة بداخلهم .


يطلق علماء النفس مصطلح خروف العائلة عندما يربى الطفل في عائلة كلهم مصاصين لسعادته و كل ما يخلق له راحة البال ، فترمى عليه كل مشاكل و سلبيات أفراد عائلته حتى إن لم يكن مرتبط بها يتحمل هو مسؤوليتها ، أو عندما ترى الأم ابنتها تدرس أو تقوم بما يسعدها فترمي عليها كل الأعمال المنزلية رغم نظافة البيت، و تحرمها من كل شيء تحبه أو ما يمثل لها السعادة و إن كان بسيطا كالرسم أو عزف البيانو..


هذه العملية تُقام بعد أن قام أحد الأبوان أو كلاهما بالتعمق في دارسة مشاعر الطفل و التعرف على إحتيجاته العاطفية، و ما ينقصه من حب و اهتمام و رعاية،


إن الاسم العلمي لهذه الشخصية هو identified Patient of family 

او black sheep 


و يسميها علماء النفس العرب بخروف العائلة لأن الطفل يكون مرتدي هذه الشخصية غصبا عنه فهو الضحية التي الكل يقوم برمي مشاكلهم عليه .


يعاني الطفل أو حتى المرأة الراشدة أو الرجل الراشد من الخنق النفسي الشديد و لديهم شعور دائم أنهم محبوسين و أن فيهم عيب أو حتى هم عبارة عن خطئ لقدومهم لهذه الحياة، لا يحسون بالأمان و تصاحبهم طوال حياتهم رغبة بالانتحار و إنهاء حياتهم


و هنا ننوه أن رغبة الانتحار قد تكون ملازمة للطفل طوال فترة حياته بشكل يومي أو تأتيه بفترات متقطعة ( فترة المراهقة ثم في العشرينات من عمره...)


يعانون من فقدان الثقة خصوصا مع أفراد عائلتهم، ينسحبون من العلاقات مع الناس و حتى إن كانت بدافع الصداقة و يفضلون العزلة فمن صفاتهم الرئيسية أنهم إنطوائيون و قليلي الحديث و إن حصل و اكتسب أحدهم قلبهم فرغم أن العبادة لله وحده لأنه باستطاعتنا أن نقول أنهم يعبدونه و يظهرون الجانب الضعيف منهم له وحده.


عموما لهذه الضحية الكثير من المشاعر السلبية و هنا ذكرت بعض العناوين الرئيسية فقط


يبتدئ موضوع خروف العائلة من نفسية أحد الوالدين أو كلاهما ، فلكل شخص مشاكله الخاصة و التجارب المؤلمة التي مرا بها و التي شكلت عقد نفسية له أو حتى أمراض جسمانية و هنا أقصد الوالدين طبعا و إن عدم مواجهتهما لمشاعرهم الدفينة و ذكريات الماضي المؤلمة يؤدي بهما إلى أخذ قرار إما أن يواجهوا مشاعرهم السلبية و الجوانب المرفوضة بداخلهم و التي هربوا منها طوال فترة عمرهم أو ينقلبون ضد الطفل و يلصقون كل مشاكلهم الخاصة و الخارجية به.


و هناك عادة تتكرر في كل البيوت، فالأهل عندما يكون أحدهم غاضب ثم يأتي الطفل ليتحدث معاه يخرج الأول كل الغضب الذي به نحو الطفل بدون قصد لكن الضرر يكون قد صار و سُجل عند الطفل فحتى لو ذهبنا نعتذر له قد يغفر الطفل في المرة الأولى و الثانية على حسب وسعة نفسيته لكن لن يغفر إلى ما لا له نهاية و قد يربي حقد دفين ضد الشخص المقابل.


فالأطفال و هم صغار يكونون حساسين لدرجة كبيرة هذا لأنهم يعيشون و يستقبلون الحياة عن طريق جسد مشاعرهم و كل شيء فيهم يبرمج من خلال مشاعرهم


هناك أهالي عندما يواجهون أي مشاعر سلبية تستفز نفسيتهم من الداخل يبدءون بالبحث عن ابنهم أو ابنتهم ليصبوا كل الألم الذي يعيشونه على الطفل هذا لأنه سهل المنال و ليس عنده الوعي ليدافع عن نفسه.


الأم تشاجرت مع زوجها تفرغ جم غضبها في ابنها من عنف لفظي و جسدي.


أب لديه ضائقة مادية يفرغ جم غضبه في ابنه باستعمال جسده، و لطالما كانت لدي رؤية أن الآباء يضربون أبنائهم لعلمهم بضعفهم و عدم مقدرتهم على أن يدافعوا عن أنفسهم و ما يثبت هذا أنه في العمل أو في الشارع يتعرض الأب أو حتى الأم إلى مضايقات شديدة و كمية من الشتائم تنهال عليهم لكنهم لا يستعملون جسدهم أبدا ذلك أن هناك خوف دفين فيهم من أن يكون الطرف الآخر أقوى، بينما الطفل الذي يقوم بخطأ تافه فيتم ضربه هذا لعلم الضارب أن المضروب ضعيف.


و نحن هنا بصدد تحليل العامل النفسي للضارب ليس إلا.


أهل خروف العائلة يختارون طفل واحد من بين أطفالهم ليصبوا عليه كل غضبهم و ألامهم و كل سلبياتهم، و بالطبع أولادهم الباقين سيلحقون بالموكب و يسببون ألم "للخروف" عن طريق عدم احترامه إن كان هو كبير العائلة..شتمه، صب كل مشكلة تحدث عليه هو و أنه سبب ذلك، استغلاله لعلم الأطفال الآخرين أنه إن لم يقم بما يطلبونه منهم سيشكونه للكبار و سيقفون بجانبهم ضد الطفل..


إخوة خروف العائلة ليسوا بأشرار كل ما في الأمر انه قد تم برمجة عقولهم بما أن أبي و أمي يقومان بهذا فهذا هو الصحيح و أن الآخر يستحق


و حتى في بعض الأحيان يقوم الوالدين بتحريض الإخوة على الخروف ب"أُنظر إنه يغار منك"، أو "أنت لا تحب الخير لإخوتك"، "أنت أناني".. هذا لِيبرروا للإخوة أن سبب تعاملهم معه بهذه الطريقة هي الأصح و هو الغيور و هو الأناني و الحقود و سبب كل المشاكل..


خروف العائلة هو المخطئ بكل شيء فهو المزعج و هو الملام و هو الذي يتحمل دائما أي خطأ سواء كان خطأ إخوته..أهله.. أصحابُه بالمدرسة..حارس العمارة..كهرباء البيت..فاتورة الماء..حرارة التكييف... القط الذي بالشارع أو الحمامة بالبلكون.. أي شيء يمكن أن تتخيلوه الضحية هو كبش الفداء و هو وسيلة الهروب لأفراد عائلته؛ بكل بساطة هو المشكلة بالعائلة هو الحمل الثقيل الذين لا يعلمون كيف يتخلصون منه، هو دائما السبب وراء مشاكلهم و مشاعرهم السلبية.. هو يلعب دور الإزعاج السري الداخلي فهيكل شخصية هذا الطفل عادة مرفوضة في أعين أهله و إن عند قيام الطفل بمشكلة ما و لو بسيطة جدا و لا تستدعي هرج و مرج إلا أن أفراد عائلته يتخذونها حجة لأنفسهم و أنهم ضحايا له و أنه يستحق تلك المعاملة القذرة و أنهم أناس لطفاء طيبون يحاولون تقديم الخير و المساعدة ليؤكدون لأنفسهم و لإخوته أنه هو سبب المصائب بالبيت.


يقول علماء النفس أن حالة الطفل الخروف هي من أصعب الحالات للعلاج هذا لأنه قد تمت تنشأت الطفل و غرس هوية أن كل شيء فيه خاطئ، هم من ضحايا العنف اللفظي كأن تصرخ أمه بوجهه "الله ينعل اليوم الذي ولدت به"..."لو مت و ما جبتك ع الحياة".."يا رب اليوم الجمعة إن شاء الله بنار جهنم تخلد"...إلخ. تذكر إحداهن أن سبب سمعها لكل هذه الشتيمة أنها لم تكن تُجيد كَّي الملابس من المرة الأولى لها.


و هناك أيضا طريقة تحسسيه بالذنب كأن تطلب الأم من ابنتها الزواج من شخص معين لأنه غني و هم فقراء فترفض الفتاة، فتنهال عليها الأم "يا عيب الشوم عليك انا الي أنجبتك و ربيتك و سهرت عليك و نحيت من لحمي لطعميك ترفضي لي طلب!" أو حتى أن تنقطع عن دراستها لتعيل عائلتها و حتى تعرضها لعنف جسدي من الأب.. الكثير الكلام من الجارح الذي يهدف إلى تحسيس الطفل بالذنب ليحصل الأول على مبتغياه.


خرفان العائلة من ضحايا العنف الجسدي أثار الضرب تغطي جسدهم ، كما أنهم من ضحايا الزواج القسري.


تعتمد العائلة على هذا الطفل فأن يكون هو المشكلة و كيس الملاكمة، و يعتمدون عليه فإن يظل يلعب هذا الدور لأن بنية العائلة ستنكشف إن لم يكن له وجود.


هم لن يسمحوا بهذا الشيء لأن عدم وجوده يعني أنهم مضطرون غصبا عنهم أن يواجهوا أنفسهم إلا في حالة وجود بديل له و هذا باختيار فرد آخر من الأطفال. و مما كشفه الأطباء أنه في حالة اختيار بديل بعد رحيل الخروف الأول، أن الاختيار الثاني يقع لتشابه ملامح الطفل الثاني مع الطفل الأول.


غير هذا سيكتشف الأهل أنهم هم الظالمون و ليسوا الضحايا و هذا سيخلق لهم أيام كلها تعاسة و ألم فالبنهاية "خروف العائلة" هو تقنية الهروب بالنسبة لأفراد عائلته و عليهم الحفاظ على هذا الوجود المهم الذي يلعب دور الضحية.


و إن الضحية عادة يبني حوله جدار من الألم يبقى يعيش فيه، و يكون بحاجة إلى الكثير من الدعم و المساعدة ليشفى نفسيا و حتى معاملة خاصة فهم مكسرون من الداخل و فاقدين الثقة تماما فهم يرون أنهم لا يستحقون الحب و يجدون صعوبة في أن يصدقوا أن هناك أحدا يحبهم حب غير مشروط فبالنسبة لهم إن أمي أو أبي لم يحبني فكيف بالغريب أن يفعل ذلك!.


تقول الدكتورة "تينا عواد" إن الشفاء لحالة خروف العائلة أن يعترف لنفسه أنه حقا لم يكن محبوبا و كان مكروها من طرف عائلته و منبوذ، ثم يعيد بناء ذاته من جديد.


هناك خرفان كسرت و ذبحت و تم تزويجها قسرا و انتهى أمرها بالنسبة إليهم يعني استسلموا. أما الخرفان الناجية من الذبح تكون ذات ملامح قاسية لا تُثار بسرعة و لا تثق أبدا قد ترى أنهم من الصعب جدا التعامل معهم عندما تمنحهم الآمان و الثقة و الحب في البداية سيصدونك و يخلقون المشاكل من عدم و تبدأ عقدهم النفسية بالظهور في السطح بدون وعي منهم و تتشكل كاختبار لك، فنفسيتهم المريضة هي التي تشكك هل أنت حقا تحبهم و تتقبلهم. كما أنهم يعتمدون طريقة التحسيس، "أنظر هذا ما عنيت فهل ستتحمل معي!"..."أو بالأحرى أُشعر بي" إن صبرت و نلت ثقتهم سيتحولون إلا أجمل شيء رأته حياتك كل ما عندهم يقدمونه مضاعف.. الحب..الصبر..الثقة..على الاستعداد للتضحية بأنفسهم لأجلك..سندٌ لك عند الحاجة.


و إن ظهور عقدهم النفسية للسطح يعني أنهم وجدوا الأمان فيك و هم في رحلة تشافي بسببك، فترة و يشفون و يصبحون أفضل ما رأت عينيك.


أما إن كنت خروف العائلة و تم التخلي عنك فهذا يعني أن وقت الشفاء قد حان و عليك أن تقوم برحلتك في أغوار ماضيك و نفسك لوحدك سُتشفى و ستصبح أقوى و أجمل و أكثر محبة..


فالحياة ما هي إلا انعكاس لما بداخلنا جِّد السعادة بداخلك تجدها في واقعك، أغمر نفسك بالحب تجد الحب في واقعك، فكر بإيجابية فكل ما تفكر به يتجلى في واقعك، إن كنت خروف العائلة فهذا يعني أنك تمتلك قوة نفسية أكثر مما يمتلكها الآخرون و ذكاء و فطنة أكثر من الآخرين و الكثير من الصفات الرائعة كالرحمة و العطف، بيئتك صعبة لا بأس و تذكر (ي) أن الرجال العظماء لا يولدون إلا في البيئات الصعبة و ما خلق الله نفسا إلا وسعها.


إرسال تعليق

Post a Comment (0)