"بكل المقاييس المعتادة، كنت أكبر فشل عرفته." ج.ك. راولينغهذه هي كلمات ج. ك. رولينغ المؤلفة الذي ترجمت سلسلة كتبها إلى 73 لغة، وباعت ملايين النسخ و جنت أكثر من 20 مليار دولار من خلال تبني الأفلام لقصصها. فلماذا تعترف بأنها فاشلة؟
لم تكن كتابة سلسلة كتبها أمرا سهلا. لم تكن عملية تتضمّن خطوة واحدة أو اثنتين أو حتى ثلاث خطوات، فقد إستغرق منها الأمر سنوات من المثابرة لتصل إلى النجاح الذي هي عليه اليوم.
س
بعد وقت قصير من تصور فكرة هاري بوتر، بدأت رولينج الكتابة ولكن وفاة والدتها أوقفها عن عملها. توقفت رولينج عن العمل على الكتاب وغرقت في حالة اكتئاب عميق وحزن.
على أمل إخراج نفسها من الحزن، أخذت وظيفة في تدريس اللغة الإنجليزية في البرتغال لمدة عام. كان هدفها من المغامرة في الخارج هو الابتعاد عن متاعبها والأهم من ذلك، استخدام وقت راحتها لمواصلة العمل على كتابها. حددت هدف إكمال أول كتاب هاري بوتر بحلول عودتها من البرتغال.
لم تجر الأمور كما هو مخطط لها.
لم تفشل في إحراز تقدم في كتابها الأول فحسب، بل بعد أن وقعت في الحب انتهى بها المطاف بزواج فاشل وابنة رضيعة كان عليها أن تربيها بمفردها. فعادت إلى نقطة الصفر، لم تكن لديها وظيفة، ولا كتاب مكتمل وفيهين لإطعامهما، بذلك وصلت إلى الحضيض. وبينما كانت تعاني من الاكتئاب، وتربي طفلاً بمفردها، وتعيش على إعانات البطالة الهزيلة، استأنفت العمل على كتابها في المقاهي حين تكون ابنتها نائمة.
على الرغم من النكسات العديدة، وجدت العزاء في القيام بما أحبته وهو الكتابة. في الواقع، وجدت أن القليل الذي كان لديها كان كافيا لتكون سعيدة. كانت قد انتهت في الموقف الذي كانت تخشى أن تقع فيه ووجدت أنه لم يكن سيئا. لم يكن هناك أي شيء متبقي لتخاف منه و قد أظهر عملها تلك العقلية.
عندما انتهت رولينغ أخيراً من الفصول الثلاثة الأولى، أرسلت المخطوطة إلى ناشر لكنه رفضها.
أرسلتها إلى ناشر آخر. مرة أخرى، كان الجواب لا. إمتلئ صندوق بريدها برسائل الرفض لكنها لم تدع ذلك يوقفها.
بعد أن أرسلت مخطوطتها إلى 12 ناشرًا مختلفًا ورفضت من قبل كل ناشر، بدأت رولينج تفقد الثقة في كتابها. وأخيراً، جلس المحرر في شركة بلومزبري للنشر لقراءة المخطوطة، ورافقته ابنته البالغة من العمر 8 سنوات في ذلك. أحبت الفتاة الصغيرة الفصول الافتتاحية وتوسلت لقراءة الكتاب كاملا. وهذا ما جعل الناشر يوافق على نشر رواية رولينج.
تحولت ج. ك. رولينغ من أم عزباء عاطلة عن العمل تعيش من إعانات البطالة إلى واحدة من أفضل المؤلفين مبيعاً على الإطلاق. لكن هذا لم يحدث بين عشية وضحاها فقد واجهت الرفض و سعت باستمرار لتحقيق النجاح. عملت بجد على صقل موهبتها قبل أن يلاحظها أي شخص. إلى جانب ذلك قوّت نفسها لتتحمّل الرفض وهو الذي جعل عملها لا ينسى. فقد حصلت سلسلة هاري بوتر على أكثر من 400 مليون دولار في مبيعات الكتب، وحصل الفيلم الأخير وحده على 476 مليون دولار. كانت أول امرأة تصبح مؤلفة مليارديرة.
إذا كنت تمر بوقت عصيب في حياتك، لا تستسلم. إذا فعلت، لن تعرف أبداً ما كان يمكن أن يقع في المستقبل. من يدري، قد ينتهي بك الأمر بتحطيم الأرقام القياسية.
.png)
إرسال تعليق