8 نقاط قوّة يمتلكها الإنطوائيّون!


" أفكّر كثيرا لكنّني لا أقول الكثير." آن فرانك
ينظر للإنطوائيّة دائما على أنّها نقطة ضعف. عادة، يفضّل الإنطوائيّون البقاء في الخلفيّة، و يتردّدون غالبا في إتّخاذ القرارات، و يرهقهم التواصل الإجتماعي. لكن، تعوّض نقاط الضعف هذه بمجموعة من نقاط القوّة التي يتمّ عامّة التّغاضي عنها، بالإضافة إلى أنّها غير صالحة للكثير من المواقف. في الواقع، نعيش في عالم إنبساطي و إجتماعي تُستحبّ فيه الخاصيّات الإنبساطيّة.
 يبرز هذا المقال 8 نقاط قوّة للشخص الإنطوائيّ.

1. التفكير العميق


غالبا يقضّي الإنطوائيّون جزءا كبيرا من وقتهم منعزلين، خلاله يفكّرون  بعمق حول أفعالهم و موقفهم من الحياة و كيفيّة التعامل معها. في الواقع، الإفراط في التفكير في ذلك خطير لكن يمكن أن يكون التفكير المعتدل عامّة مصدرا رائعا للقوّة. يعمل عقل الإنطوائيّ بطريقة مختلفة عن العقل الإجتماعي، ممّا يجعل الإنطوائيّ يتلقّى و يحلّل المعلومات بعمق أكبر. الجانب المهمّ في التفكير للشخص الإنطوائيّ هو القدرة على التفكير في الحياة و التطلّع إلى أشياء يمكن أن تحدث في المستقبل. رغم أنّه بإمكان هذا أن يؤدّي إلى القلق و إجترار الأفكار ، إلاّ أنّه فرصة للتّخطيط إلى حياة تناسبه و بناء حيل و إستراتيجيّات لتحقيقها. ليس الإنطوائيّون مفكّرين جيّدين فقط بل هم كتّاب و مؤلفون رائعون أيضا، فممارسة التدوين هي وسيلة جيّدة لمراجعة الماضي و إستخراج معنى منه لصناعة مستقبل أفضل. 
 يقوم عقل الشخص الإنطوائيّ بالترتيب جيّدا و التخطيط خطوة بخطوة للحياة، لأنّه يتخيّل و يتصوّر جيّدا نقاط الضعف و الإحتمالات، و هو واع بالأشياء التي من الممكن أن يتجاهلها أو يتغاضى عنها الشخص الإجتماعي. 

2.الإنتاجيّة في الإنعزال


يقال غالبا أنّ التواجد بجانب الناس ينشّط الشخص الإجتماعي، لكنّه يرهق الإنطوائيّ. في الواقع، يحتاج الشخص الإنطوائيّ بعد فترة من التواصل الإجتماعي إلى وقت من الإنعزال لإستعادة طاقته. هذا يعني أنّ العزلة هي التي تنشطه و بالتالي تجعله أكثر إنتاجيّة. عندما تكون أكثر إنتاجيّة في العزلة، تتمكّن من تحقيق نجاحات إبداعيّة مبهرة. يمكن أن يتمثّل هذا في إنتاج شيء فنيّ، أو صناعة تطبيق أو تحرير كتاب مثلا. لا تُصنع هذه الأشياء الإبداعيّة خلال الإجتماعات و اللّقاءات أو المناسبات الإجتماعيّة، بل تصنع من قبل شخص جديّ و  ملتزم في عزلته. المخترع و المهندس الأمريكيّ الصربيّ نيكولا تيسلا هو مثال على الأشياء الخارقة التي يمكن أن يتمّ تحقيقها عن طريق العمل في إنعزال.

3.الإبداع في تقديم الذّات


آليّة تأقلم الإنطوائيين لعدم رغبتهم في أن يكونوا مركز الإهتمام هو أساسا إيجاد طرق للتعبير عن النفس. لذلك هم بارعون في الأعمال الفنيّة. يولد جزء كبير من إبداع الشخص الإنطوائيّ من تفاديه التحدّث و الثرثرة مع الناس دائما.

4. الملاحظة


بينما يصرخ الأشخاص الإجتماعيّونعلى بعضهم البعض، يبقى الإنطوائيّ في الخلف و يراقب و حسب. يقوم بتسجيل ما قيل و يتحدّث فقط عندما يكون هناك شيء مناسب و مفيد ليقال. يقول الطّاويّ الأسطوريّ لاو تسو:" من يعرف لا يتحدّث. من يتحدّث لا يعرف." يشير لاو تسو إلى الفكرة التي تقول أنّه من المحتمل إذا تحدّثت تحرم نفسك آليّا من معلومات يقدّمها إليك محيطك، لذلك نرى الكثير من الأشخاص الإجتماعيين يتحدّثون كثيرا في حين أنّهم لا يعرفون ما يحدث حقّا، بل يتحدّثون فقط لتُسمع أصواتهم، لكنّ الإنطوائيين يدركون جيّدا ما يحدث لأنهم يرونه بوضوح،  و هذا يجعلهم في موضع قوّة لأنّهم يعرفون ما لا يعرفه الآخريون.

5.العين الدّقيقة


لأّنّ الإنطوائيين غالبا ملاحظون جيّدون و يقومون بالتحليل المفرط للأشياء في عزلتهم، فقد درّبوا أنفسهم على تركيز إنتباههم على الجزئيّات التي يتجاهلها الإجتماعيّون لأّنهم منشغلون بالتحدّث مع بعضهم البعض. يمكن أن يرى البعض هذه الخاصيّة على أنّها مزعجة لكنّها مهمّة جدّا. كيف يمكن للبشر أن يصلوا إلى العظمة إن لم يكن هناك من ينتبه للجزئيّات و يرى الأشياء من منظور مختلف و يخطّط جيدا للمستقبل و يدرس نقاط الضُعف ليتفاداها بكل إنتباه؟

6. العلاقات العميقة


الإنطوائيّون مستمعون جيّدون. في الواقع، الإستماع  جزء حياتيّ مهمّ لنجاح العلاقة الصحيّة. و بما أنّهم مستمعون جيّدون فهم يتلقّون و يسجّلون الكثير من المعلومات حول الشخص الآخر، و بالتالي يكون لهم فهم أعمق به. بهذه الطريقة، يمكن للإنطوائيّ أن يتعاطف و يواسي الآخرين بطريقة أسهل لأنّه يعرف ما يمرّ به ذلك الشخص، و خاصّة لأنّه يمتلك القدرة على التفكير بعمق و تخيّل معاناة الشخص الآخر على نفسه. تؤدّي الطريقة التي يتعامل بها الإنطوائيّون  مع الأشخاص المقرّبين منهم غالبا إلى إرتباط عميق و طويل المدى.

7. التحرّر و الإستقلاليّة


لا يكون الأشخاص الإنطوائيّون عادة تبعيّين، لأنّه لا يمكن للأشخاص التبعيّين  أن يعيشوا دون الإعتماد على شخص ما ولا يتخيّلون حتّى تقضية نهاية أسبوع بمفردهم. حسب الرّواقيين، عدم الإحتياج للأشياء الخارجيّة للعيش بسعادة هو نقطة قوّة، لأنّ الأشخاص الآخرين خارجون عن سيطرتك في كلّ  الحالات. نحن في مجتمعنا اليوم، بطريقة ما، إتّكاليون. لكن حقيقة أنّك تجد السعادة في البقاء لوحدك هو مصدر قوّة، لأنّ هذا يجعلك تتخلّص من الحاجة الملحّة لمرافقة الناس و التي يعاني منها الكثيرون. يمكن أن تكون الصحبة إضافة جيّدة لحياتك لكن بما أنّك لا تحتاجها فأنت لست مرغما عليها و مستعبدا لها.

8.القيادة


الشخص الإنطوائي شخص مستمع و دقيق و هذا جزء مهم جدّا من المهارات القياديّة، فهو يستمع جيّدا، يستعدّ و ملمّ بمحيطه، و يراقب بدقّة ما يحدث، و يعدّ أفضل التخطيطات لتحقيق أفضل النتائج ممّا يجعله قائدا ماهرا.

إرسال تعليق

Post a Comment (0)