كيف تشعر بالإلهام بعد أن خسرت الدافع!



يجب أن نتعلم ألا ننتظر الإلهام لنبدأ عملا ما. فالأفعال هي ما تأتي بالإلهام، أما الإلهام فنادراً ما يأتي بالأفعال. - فرانك تيبولت
في بعض الأيام تستيقظ و رغم أنك كنت تنوي البدء في عملك، تشعر بشيء داخلك يمنعك من القيام بذلك. فتجلس، لكنك تجلس بهدوء هذه المرة. فجأة، ذلك الشعور السابق بالشغف و النشاط تجاه العمل لم يعد موجودا. تحاول أن تحمس  نفسك  لكن دون جدوى، وكل ما تفعله يبدو معارضا لحدسك. أنت تواجه الحقيقة. لا تريد العمل اليوم و لا تشعر بالحماس لفعل أي شيء سوى الهروب. بدون هذا الدافع، تشعر باليأس قليلاً و بالتّيه و بأنك عالق.
أحياناً نشعر بأننا عالقون في حلقة مفرغة. إذا لم تكن شغوفًا بعملك بنسبة 100 في المئة، فمن المستحيل أن تستيقظ كل يوم و أنت تشعر بالحماس تجاهه. يمكنك مقارنته بالمحيط، ستستيقظ في بعض الأحيان و أنت تشعر كأنّك تسونامي، و ستشعر في وقت آخر  كأنك بالكاد تنجرف إلى الشاطئ. عندما تشعر بالرغبة في الانجراف إلى الشاطئ، عليك أن تفهم أنه ليس من الضروري أن تشعر دائما  بأنه لا يوجد أمل. لا يزال بإمكانك الشعور بالإلهام عندما تشعر بالرغبة في الاستسلام.
1.ربط النقاط
"إبقى جائعا. إبقى أحمقا." ستيف جوبز
وقال ستيف جوبز في خطاب بدء بستانفورد أن إلقاء هذا الخطاب على الطلاب كان أقرب شيء إلى التخرج من الكلية بالنسبة له. لم ينهي دراسته الجامعية. ويتذكر أن مدخرات الطبقة العاملة التي جمعها والداه طيلة حياتهما أنفقت على تعليمه بكلية يقول أنها كانت مكلفة تقريبا مثل ستانفورد. بعد 6 أشهر، لم يجد مغزى من ذلك و انقطع عن الدراسة. لم يعرف أي إتجاه يتخذه في الحياة، قرر أن يأخذ دروسا في فن الخط. لكنّه لم يجد أي تطبيق عملي لذلك في الحياة.
بعد عشر سنوات، كانوا يصممون أول حاسوب ماكنتوش، وعاد إليه كل شيء. استخدم الأفكار التي تعلمها في صف الخط، بما في ذلك أنواع مختلفة من الطباعة، ووضعها في الماكنتوش. وهو كان أول كمبيوتر ذا طباعة جميلة، والتي أثرت على أنواع مختلفة من الطباعة التي نستخدمها اليوم. إن لم ينقطع عن الدراسة، لم يكن ليدرس فن الخط، و لم تكن لتكون الطباعة جميلة كما هي اليوم.
في بعض الأحيان عندما تحاول الوصول إلى هدف ما، من المستحيل أن تربط النقاط حيث أنت حاليًا. بطريقة أو بأخرى عليك فقط أن تثق بنفسك، و أن تؤمن بأنك ستصل إلى أحلامك، على الرغم من عدم وجود أدنى دليل. لا أحد يستطيع أن  يربط النقاط و هو يتطلع إلى الأمام. يمكنك أن تربطها عندما تنظر إلى الوراء فقط. عليك أن تثق بأن النقاط ستتصل بطريقة أو بأخرى في المستقبل. عليك أن تثق بشيء ما، سواء كانت الكرما أو القدر، ولكن الثقة بنفسك هي الخطوة الأولى نحو الشعور بالإلهام و وجود الدافع و الحماس للمضي قدما.
2.السماح لبيئتك بتحديد مزاجك مسبقًا
"هناك ارتباط مباشر بين زيادة مجال الراحة والحصول على ما تريد."  تيموثي فيريس
لطالما دافع تيموثي فيريس عن فكرة استخدام بيئتك لصالحك. وهو يعتقد أن السيطرة على بيئتك غالبا ما تكون أكثر فعالية بكثير من الاعتماد على الانضباط الذاتي. يجد أنه يكتب أفضل بين ساعات منتصف الليل ومن الساعة 1 صباحًا إلى 3 أو 4 صباحا. كذلك عند الكتابة يضع فيلما في الخلفية لكي يشعر أنه في بيئة اجتماعية، رغم أن الفيلم كله على الوضع  الصامت، و قد يضع بجانبه كوبا من الشاي. هذا ما يجعله في مزاج للكتابة الجيدة وجعله ناجحاً جدا.
انظر إلى غرفتك الآن أو مساحة عملك. هل يلهمك؟ هل يعطيك دافعا؟ هل هو صاخب أو هادئ؟ في بعض الأحيان أصعب شيء نفعله لأنفسنا هو محاولة إجبار أنفسنا على العمل في مكان يجعلنا نقول لأنفسنا لا شعورياً: "لا أستطيع العمل هنا."
وعندما تحاول باستمرار تأديب نفسك و إلزامها، سيصبح شعورك أسوأ وتكون أقل إنتاجية. بدلا عن ذلك حاول بناء مكان عمل مثالي وإختر الوقت المثالي. حرره من الالهاءات. أضف لوحة فنية أو اقتباسا من الشخص المفضل لديك في مكان قريب لك على الحائط إن أردت. أضف نبتة جميلة في الزاوية لتعطيك الإلهام. إذا كنت تشعر بمزيد من الطاقة والحماس خلال الليل، إذا كنت تستطيع حدد بداية يوم عملك في منتصف الليل. إن إستطعت أن تدرك قوة وجود بيئة إنتاجية حولك، ستشعر بالإلهام و الرغبة في العمل.
3.لا ترهق نفسك في العمل 
"يبدو أن الأبحاث الآن تشير إلى أن ساعة واحدة من العمل الداخلي تساوي سبع ساعات من العمل في العالم الخارجي. فكّر في ذلك. أنت تجهد نفسك في العمل."  جاك كانفيلد
 كان جاك كانفيلد يلقي خطاباً أمام الجمهور ذات مرة يحكي فيها قصة مقوم العظام الذي ذهب الى مدينة أحلامه، بالقرب من شاطئ بيبل، وسأل مساعد مقوم العظام إذا كان بإمكانهم توظيفهما. رفضوا طلبه لأنهم يخصصون مقوم عظام واحد لكل 8 مرضى. بدلا من ترك واقعه الخارجي الذي كان خارجا عن سيطرته يحدد مستقبله، عاد ليتصور ويفكّر في ذلك الأمر. وضع قلماً في مكتبه الجديد في يوم من الأيام، ووضع دوائر متحدة المركز و قال للناس في المدينة أنه يفتح مكتباً جديداً لمقوّم العظام إذا كانوا مهتمين بالانضمام.
على مدى 6 أشهر طرق على 12500 باب، وتحدث إلى 6500 شخص، وجمع أكثر من 4000 اسم للأشخاص الذين يريدون الذهاب إلى منزله المفتوح. و فتح مركز تقويم العظام في بلدة قيل له فيها أنه هناك الكثير من مقومي العظام. في الشهر الأول له في الممارسة العملية، حقق 72,000 دولار. في سنته الأولى في الممارسة العملية كان دخله الإجمالي أكثر من مليون في الدخل الواحد.
الآن يمكنك أن تنظر إلى هذا وتقول أن الطرق على 12500 باب عمل شاق. بالنسبة لك هو كذلك، ولكن ربما لم يعتبر الرجل أن ذلك العمل مجهد أصلا. يقول جاك كانفيلد أنه هناك نوعان من العمل: الخارجي والداخلي. العمل الخارجي هو في الواقع الخروج للقيام بهذا العمل سواء كان ذلك التواصل مع الناس، أو الذهاب من باب إلى باب لبيع شيء ما، أو الكتابة في المنزل. العمل الداخلي هو أشياء أخرى مثل التصور والتأمل والتوكيدات.
إذا كنت تحاول توجيه طريقك نحو اتخاذ إجراءات، يمكن أن يكون علامة على أنك تعمل بجد. معظم الناس لن يستيقظوا ويضيعوا ساعة في التصور أو التأمل أو التأكيد، وأول شيء يفكرون فيه هو السؤال عما يجب أن يفعلونه اليوم، وعندما يحصلون على الجواب، يشعرون بالبؤس، كما لو أن عملهم أثقل كاهلهم فجأة. لكن كانفيلد يقول أنه إذا قضيت بعض الوقت للتركيز على أهدافك، فستتلقى مشاعر جيدة تساعدك على الشعور بالإلهام والحماس لاتخاذ إجراءات حقيقية.
لا تحاول أن تجذّف ضدّ التيار، وهو بالأساس أن تقول لنفسك كل يوم أنك تحتاج أن تجبر نفسك على العمل كل يوم. بدلا عن ذلك، سر مع التيّار على طول مجرى النهر. ثق بنفسك، دع بيئتك تعمل لصالحك.

إرسال تعليق

Post a Comment (0)