إن كنت تفعل هذه الأشياء الخمسة فأنت ذكيّ عاطفيا(علميّا)!


"من منطلق الذّكاء العاطفي، وجود الأمل يعني أنك لا تستلم أو تذعن للقلق المفرط، أو الإنهزاميّة، أو الإكتئاب عند مواجهة التحديات أو الإنتكاسات. و هذا هو الملاحظ عند المفعمين بالأمل، حيث الإكتئاب عندهم أقل مقارنة بالآخرين، فيخوضون حياتهم و يناورون لتحقيق أهدافهم، و تظهر عليهم مستويات أقل من الإحباط و القلق." دانيال جولمان.
يقول العلماء بأن معدّل الذّكاء و أخلاقيات العمل مهمّة. لكنّها ليست الأشياء التي تجعل  بعض الأشخاص أكثر نجاحا في عملهم و حياتهم من الآخرين.
نعم، لا يزال معدّل الذكاء مهمًا، لكن الذّكاء وحده لا يضمن بأن ّالشخص بارع في تحديد مشاعره الخاصة أو التّعبيرات العاطفية للآخرين.
في هذين المثالين، من هو المرجح أكثر للنجاح؟
1.مدير يصرخ وينتقد الفريق عندما يكون تحت الضغط؟ 
2.مدير يسيطر على الوضع ويقيمه بهدوء؟
بالطبع، الجواب هو الخيار الثاني. الشخص الذي يسيطر على الموقف و على المحيطين به هو الشخص الأكثر ذكاء عاطفيا.
"ما يبدو عليه الذكاء العاطفي هو أنك على ثقة بنفسك، و تتقن العمل من أجل الوصول إلى أهدافك، و قابل للتكيّف ومرن. تتعافى بسرعة من الإجهاد وتتّسم بالمرونة."
تاريخ الذكاء العاطفي
سنة 1990، كان عالما النّفس جون ماير و بيتر سالوفي من جامعة ييل أوّل من نظّر أنّ الذّكاء الوحدوي هو الأساس لفئات المهارات الأخرى، وأطلقوا عليه اسم "الذّكاء العاطفي". وهو قدرة المرء على مراقبة مشاعره و مشاعر الآخرين، والتّمييز فيما بينها، واستخدام المعلومات لتوجيه تفكيره  وأفعاله.
يتم تقسيم الذكاء العاطفي إلى أربعة فروع كالتالي:
1.تحديد العواطف على المستوى الغير  لفظي.
2.استخدام العواطف لتوجيه التفكير المعرفي.
3.فهم المعلومات التي تنقلها العواطف والأعمال التي تنتج عنها.
4.تنظيم العواطف  من أجل المنفعة الشخصية و لصالح الجميع.
تعرّض المراسل العلمي دانيال غولمان عمل ماير وسالوفي، وقد إرتقى بهذا المفهوم درجة أخرى، وكتب كتابا عن الذكاء العاطفي. قال بأنّ الأمر يتطلب نوعا خاصّا من الذّكاء لمعالجة المعلومات العاطفية والاستفادة منها بفعاليّة. ثم يتم استخدام هذا النوع من الذكاء لتسهيل إتّخاذ القرارات الشخصية الجيّدة، أو لحلّ النزاعات، أو لتحفيز الذات والآخرين.
نظرية الذكاء العاطفي: العناصر الأربعة
وسّع غولمان نظام ماير وسالوفي المتكوّن من أربعة فروع ليدرج العناصر الخمسة الأساسية للذكاء العاطفي:
 1.الوعي الذاتي
يعني الوعي الذاتي أنّك تفهم نفسك. أنت تفهم ما يجعلك شخصا، وهي نقاط قوتك ونقاط ضعفك على حد سواء. إذا تمكّنت من فهم مشاعرك، يمكنك أن  تحدد تأثيرها عليك وعلى أولئك الّذين في فريقك.
 2.الإدارة الذاتية
 تشير إلى قدرتك على السيطرة على ما تقوله و ما تفعله، و رفضك إغراء إتّخاذ القرارات المتسرّعة. وهذا يعني أنّك المسؤول على أفعالك، وبالتالي يقلّل من إحتمال تنازلك على قيمك.
 3.الوعي الاجتماعي
الوعي الاجتماعي هو القدرة على فهم مشاعر الآخرين والقدرة على التّعامل مع الناس وفقا لهذه التفاعلات العاطفية. يتميز من يتمتع بالوعي الإجتماعي بالتّعاطف أو القدرة على فهم و رؤية الأشياء من وجهات نظر الآخرين. لهذا السبب أنت محبوب من الناس.
 4.المهارات الاجتماعية
يربط هذا العنصر الذكاء العاطفي بالقيادة الجيدة. في الواقع، وفقا لهذه الدراسة، القيادة عاطفيّة. ويعتبر القادة ذوي المهارات الاجتماعية الجيدة محاورين جيّدين و بارعين في حلّ النزاعات. وباختصار، هم قدوة للآخرين من خلال إظهار السلوكيات والقيم الراقية.
"تسير الحياة بسلاسة أكبر إذا كان لديك ذكاء عاطفي جيد."
يمكن للشخص أن يكون قويا في بعض المجالات و ضعيفا في أخرى. الشيء الجيد هو أنّه لكل منّا القدرة على تحسين أي واحدة منها. ألست متأكدا إلى أيّ ذكاء عاطفي تنتمي؟ إليك هذه العلامات التي تدلّ على أن معدلّ ذكائك عال:
 1. أنت فضوليّ حيال الآخرين
الفضول جزء من الذكاء العاطفي. الأشخاص الذين يتمتّعون بذكاء عاطفي عال يجدون الأشخاص الآخرين أكثر إثارة للاهتمام من أنفسهم. يقول المؤرخ الشّفوي ستادس تيركل:" لا تكن ممتحنًا، كن المستفسر المهتمّ."
يزيد الفضول تعاطفنا عندما نتحدّث مع أناس خارج دائرتنا الاجتماعية المعتادة، و نواجه وجهات نظر مختلفة.
2.أنت قائد جيد
ووفقا لجولمان، فإنّه للقادة العظماء شيء واحد مشترك، وهي إمتلاكهم لدرجة عالية من الذكاء العاطفي. وبصرف النظر عن الموهبة وأخلاقيات العمل القوية والطموح، تلعب نسبة الكفاءة دورا هاما في المهارة القيادية.
وجد في هذا البحث أنّ سبب براعة  90 في المائة من أولئك الذين يحتلون أدوار قيادية عليا، هو الذّكاء العاطفي، لا القدرة المعرفيّة.
"كلما إرتفعت رتبة شخص يُعتبر من نجوم الأداء، تزيد قدرات ذكائه العاطفي في الظهور كسبب لفعاليّته/ها."
3.أنت تعرف نقاط قوتك وتتقبّل نقاط ضعفك
وفقا لجولمان، الوعي الذاتي هو أحد مكوّنات الذكاء العاطفي، وجزء كبير من الوعي الذاتي هو معرفة نقاط قوّتك و نقاط ضعفك. يتقبّل الشخص الذكي عاطفيا هذه الأشياء، و يجد طريقة للتعامل معها ليعمل بفعاليّة أكبر.
كما يقول:" إذا كنت تعرف ما تفلح في القيام به حقا، إذا يمكنك العمل بداية من ذلك بثقة."
4.أنت قادر على مقاومة الإلهاءات
يقول جولمان أنّ نسبة  قدرتك على التّركيز على العمل الّذي تقوم به أو عملك المدرسي، وتأجيل النّظر إلى ذلك النص أو لعب لعبة الفيديو تلك إلى ما بعد الانتهاء، في مرحلة الطفولة، هي أقوى متنبئ بنجاحك المالي في سن الرّشد من أيّ من معدّل ذكاء خاص بك أو أيّ ثروة أسرة نشأت فيها.
يمكن للأشخاص الأذكياء عاطفيًا مقاومة الإلهاءات و التّركيز على المهمّة التي يقومون بها. تمنعك هذه الإلهاءات من العمل على مستوى ذكائك العاطفيّ الأعلى. قال جولمان أنه إذا لم نكن حاضرين مع أنفسنا ومع الآخرين، فسيكون من الصعب تطوير الوعي الذاتي والعلاقات القوية.
 5.تريد أن تكون شخصا جيّدا
أحد جوانب الذكاء العاطفي هو هويّتنا الأخلاقية. وهذا يشير إلى مدى قوة رغبتنا في رؤية أنفسنا كأشخاص أخلاقيين ومهتمّين. تظهر النّتائج أنّ الأشخاص ذوي الهويّة الأخلاقية القوية كانوا أكثر مراعاة للآخرين. إضافة إلى ذلك، كانوا أكثر إنتباها في التحكّم بمشاعرهم.
"من المهمّ جدا أن نفهم أن الذكاء العاطفي ليس عكس الذكاء، وليس انتصار القلب على العقل، بل هو تقاطع فريد من نوعه بين الإثنين." ديفيد كاروسو. 
الذكاء العاطفي هو التوازن بين الدّماغ العقلاني و العاطفي. وعلى عكس معدّل الذكاء، يمكن تعلم مهارات الكفاءة. في كل مرة تقوم فيها بتدريب دماغك من خلال ممارسة السلوكيات الذكية عاطفيًا بشكل متكرر، تقوم بإدراجها كعادات. 
بدورها، ستُظهر أفعالك الذكاء العاطفي الخاص بك دون الحاجة إلى التّفكير في ذلك حتّى.

إرسال تعليق

Post a Comment (0)