كل شيء يحدث لسبب ما: 6 أسباب تجعلك تؤمن بهذه الفلسفة!

كل شيء يحدث لسبب ما: 6 أسباب تجعلك تؤمن بهذه الفلسفة!

"أؤمن بأنّ كل شيء يحدث لسبب ما. يتغيّر الناس لكي تتعلم أن تتخلّى، تسير الأمور بشكل خاطئ لكي تتعلم كيفية تقديرها عندما تكون صائبة، تصدّق الكذبات لكي تتعلّم أخيرا ألّا تثق بأحد غير نفسك، و أحيانا تنهار أشياء جيّدة لكي تسقط أشياء أفضل سويّا."مارلين مونرو.
"كل شيء يحدث بسبب."
يفسّرها  الفيلسوف أرسطو بشكل مثالي. في سعيه وراء المعنى الحقيقي للحياة. إقترح وجود شيئين ثابتين في الحياة:
أوّلا، يتغيّر الكون و يتطوّر باستمرار. ماهو موجود اليوم لن يكون نفس الشيء في الغد. ثانيا، أشار إلى الإستنجاز، وهو ما يحوّل كل إمكانيّة إلى حقيقة.
يعتقد أرسطو أنه لكلّ شيء يحدث لك اليوم هدف، لأنه يحوّلك إلى الشخص الذي أصبحت عليه اليوم. كل شيء يحدث لك بسبب، لكن هناك طريقة في التفكير في هذا الأمر تجعلك أكثر قوّة في مواجهة الحياة.
هل يحدث كل شيء لسبب ما؟ أجل.
عندما يقترح أحدهم أن كل شيء لا يحدث لسبب ما، يكون هناك عادة "السبب"، بمعنى السبب و الآثار، في عالم آلي حيث تكون الأحداث عشوائيّة.
الأحداث التي تمرّ بها و الإجراءات التي تتّخذها تجعلك الإنسان الذي أنت عليه الآن. لست عنصرا عشوائيا في هذا الكون تتفاعل كالآلة تجاه كل شيء يحدث لك. أنت إنسان و قد منحك الله القدرة على خلق معنى من كل هذه الأحداث. يمنحك هذا القدرة على جعل الحياة في صالحك لا أن تكون ضدّك.
إيمانك بأن كل شي يحدث لسبب ما يمكّنك من تشكيل معنى من المآسي و المصاعب التي تواجهها في الحياة. كما يقول المحلّل النفسي فيكتور فرانكل:" يمكن أن يؤخذ أيّ شيء من الإنسان ما عدا شيء واحد: آخر الحريّات البشريّة وهي إختيار موقف ما في ظروف معيّنة، و إختيار طريقه الخاص به."
1. تساعدك " كل شيء يحدث لسبب ما" على تجاوز المآسي و الشّدائد
ربما تمرّ بحالة إنفصال أوتكافح في مكان عملك مع مدير مريع، أو تتعامل مع ألم فقدان شخص قريب توفى. مهما كان ما تمر به، إيمانك بأنّ كل شيء يحدث لسبب ما لا يعني بأنه عليك أن تكون سعيدا لأنه يحدث لك. ما تمرّ به مؤسف جدا. إن إيمانك بالسبب وراء ما يحدث يساعدك على التعامل مع ألمك و يعطيك القوة لتواصل.
يشرح المعالج النّفسي مايكل شراينرفوائد الإيمان بهذا المبدإ خلال هذه الفترات الصعبة:" مع وجود هذا النّوع من الحصن النّفسي في مكانه، تصبح الحياة بكل فوضاها العشوائيّة و غموضها أقل تهديدا و تبدو أكثر قابليّة للإدارة. لا تغرس هذه النسخة الدنيويّة من القضاء الدّيني الشجاعة للخروج و مواجهة العالم فقط، بل تجعل الناس الذين يشعرون بأنهم مميّزون كأنه تم إختيارهم من أجل شيء مهم كما لو أنه كان  للكيان الأعلى خطة محددة و مفصلة تضمّهم أيضا."
تجعلك التحديات التي تواجهها تتحول إلى الشخص الذي أنت عليه.
2. تمنحك" كل شيء يحدث لسبب ما" خاتمة
عندما لا تسير الأمور على الطريقة التي أردناها، نشعر بالندم. نتمنى لو إستطعنا التحكم بالنتائج أكثر لتفادي الخسارة و الخيبات. من الطبيعي أن تشعر بالحزن عندما تمرّ بانفصال مثلا. من الطبيعي أن تشعر بالخسارة و الخجل من فشل العلاقة. من ناحية أخرى، يمكنك أن تختار هذه التجربة كفرصة لتقوّي نفسك. يمكنك أن تختار أن تؤمن بوجود سبب وراء فشل هذه العلاقة. يمكنك أن تختار أن تخلق لنفسك معنى آخر لتتخطّى ذلك الشخص.
وفقا لباحثة جامعة تورونتو ماريانا بوكاروفا:" عندما نُمنح خاتمة، يمكننا أن نعيد هيكلة ماضينا و حاضرنا و مستقبلنا بطريقة صحيّة عن طريق فهم الخطإ الذي حدث و إعادة تشكيل قصّتنا وفقا لذلك. لكن حين نُحرم من الخاتمة، محاولة فهمنا لما حدث تُغرق مفهوم ماضينا و حاضرنا و مستقبلنا."
عندما تتقبل الواقع و خاتمة الموقف، يُغلق الفصل من القصة، و تتمكّن من المضيّ قدما  إلى أشياء أفضل في المستقبل. سمّها آلية التكيّف إذا لزم الأمر، لكنّ الإيمان بأنّ الأشياء التي تحدث في حياتك لها سبب يمنحك هدفا يمكّنك من إتّخاذ خطوة إلى الأمام لتحسين حياتك.
3. تخفّف "كل شيء يحدث لسبب ما " من ألمك
لماذا إنجذبت البشريّة بقوّة إلى الدّين لملايين السنين؟ لأنّه أعطاهم سببا يتطلّعون إليه عندما تصبح الحياة مؤلمة جدا. هذه الحاجة لشيء نتمسّك به متجذّرة في نجاتنا منذ الأزل. بعض الناس يعتمدون على الدّين أو العلم. يضيف شراينر:" يمكننا أن نفكّر في أنّ كل شيء يحدث لسبب ما على أنها المعادل النّفسي لتناول مهدّئ قويّ كنوع من الإنتقال إلى تخدّر سعيد، حيث لا حاجة لمواجهة القلق الوجودي بشكل مباشر."
قد يكون من الصعب تصديق وجود سبب وراء خسارة شيء ما. و بدلا عن ذلك، يسهل علينا إلقاء اللّوم على شخص أو شيء ما ذلك في هذه المرحلة من حياتنا. لكنّ الإيمان بأنّ كل شيء يحدث لسبب يساعد على التّخفيف من العبء، و يعطي فرصة للشّفاء في الواقع.
في بعض الأحيان، عندما نصل إلى أسفل نقطة في حياتنا نكتسب الشجاعة و القوّة لنصبح أفضل. عندما نؤمن بأنّه هناك معنى للخسارة، نعطي لأنفسنا فرصة الشّفاء. و هذا يخفّف المشاعر الأكثر إيلاما و يمنحنا فرصة لمواصلة الحياة.
4.تمنحك" كل شيء يحدث لسبب ما" فرصة للتأمل
عندما تشعر بأنّ  الهدف صعب المنال و يبدو لك تحقيقه مستحيلا، تمهّل و إتّخذ خطوة واحدة في كل مرّة. عندما تنظر إليها على أنها خطوة واحدة، لن تشعر بأنّ الأمر مخيف على الإطلاق. و في يوم ما، ستجد أنك وصلت إلى وجهتك دون أن تنتبه إلى ذلك. عندما تختار أن تؤمن بأنه لكلّ شيء في حياتك معنى تسمح لنفسك فرصة لترى الصورة من زاوية مختلفة، و في يوم ما، ستجد معنى لكلّ تلك الآلام و الصّراعات و الإنتكاسات و الشّكوك التي مررت بها.
تشرح الكاتبة كارين سلمانسون  هذا المبدأ قائلة:"عندما تختار عن قصد أن تستفيد من "التبصّر الواعي" تتمكن من رُؤية سبب و كيفيّة التّمايل مع الرياح العاصفة، بدلا من مقاومة الأشياء التي تنفثها عليك الحياة."
5.تقودك "كل شيء يحدث لسبب ما" إلى لحظات حاسمة في حياتك
بدلا من أن تكون عالقا في السلبية، إخترت أن تؤمن بأنّه لكل شيء معنى. و عندما تمرّ بلحظات حاسمة جدا، تشعر بذلك الإحساس بالوعي. تصف كلّ من الكاتبة هارا إيستوف مارانو و الطّبيبة النفسية آنا يوسيم هذه اللحظات على أنّها:" تحمل مصداقيّة، على وجه التّحديد، لأنّها غير متوقعة أو محدّدة. لكنّها تحويليّة. تعطي، مع مزيج من التبصّر و الشدّة، إتّجاها جديدا للحياة و تغيّر إتصال الأشخاص ببعضهم البعض إلى الأبد، و غالبا مع أنفسهم. من بين أنواع نقاط التحوّل التي تمنحها الحياة، أكثر اللحظات قوة هي اللحظات التي تحدّد الشخصيّة."
6. تسمح "كل شيء يحدث لسبب ما" لك باستخراج معنى من كل الفوضى التي تحدث في حياتك
لقد مررنا جميعا بمواقف صعبة و لم نجد معنى لذلك وقتها. للحياة طريقة تجعلنا نتساءل عن صحّة عقولنا حتّى. يشرح أستاذ علم النّفس بول بلوم سبب الرّاحة وراء الإيمان بأنّ كل شيء مقدّر مسبقا:" أعتقد بأنها ليست بحاجة فكرية، لكنها حاجة عاطفيّة. من المطمئن أن نفكّر بوجود غرض وراء حدوث الأشياء السّيئة. فكرة أنّ العالم لا يرحم  حيث الأشياء تحدث هكذا ، شيئا تلو الآخر، مخيف للكثير من الناس." لكنّ السماح لنفسك بأن تؤمن بأنه لهذه الفوضى سبب، يسمح لك بالتراجع خطوة إلى الوراء لتنظر إلى حياتك عن كثب، و لتختار الأشياء التي لها معنى، و التي تجعلك تتّخذ قرارات أفضل في المستقبل، و تمنحك دافعا جديدا لتمضي قدما. 

إرسال تعليق

Post a Comment (0)