ملخص كتاب "الطريق إلى النجاح" لإبراهيم الفقي



"إذا كنت مستعدّا لأن تأخذ قرارا مصيريا للنجاح والسعادة فهيّا ندرك أنفسنا ونخطو بقدم راسخة وعين تبصر الغاية." -إبراهيم الفقّي
يعرض لنا إبراهيم الفقي في كتابه الطريق إلى النجاح بعض المعاني المرتبطة بالنجاح ويسعى من خلال ذلك إلى مساعدة القارئ على اكتشاف عوامل النجاح ومقوماته الكامنة في كل منّا. ويذكّرنا الكاتب أن النجاح قرار على كل منا اتخاذه كخطوة أولى في طريق تحقيقه. ويتكون هذا الكتاب من 6 فصول سنرى ملخص ما ورد فيها تباعا

1- الفصل الأول: نجاحك ظل لإدراكك وعزيمتك

يتلخص هذا الفصل في 4 نقاط أساسية وهي كالتالي:
- كون السعادة مطلب إنساني يرجوه كل شخص لنفسه ولتحقيقها ينبغي تحقيق النجاح والاتزان النفسي معا ولذلك تجد الكثير من الناجحين الذين ليسوا سعداء رغم نجاحهم. ويذكر الكاتب أن من أهم مسببات السعادة  الروح المتزنة والإمكانات المادية والمكانة الاجتماعية المحترمة والعمل الناجح والأسرة المتزنة.
- كون معوّقات النجاح داخلية نفسية وليست خارجية وأهمها الضغوط النفسية والفتور والكسل والإحساس بالعجز الذي ينسبه أصحابه للبيئة غير المساعدة والظروف الاقتصادية السيئة. ويقول الكاتب أن سبب فشل معظم الناس هو أنهم لا يدركون أن رغبتهم في النجاح تبدأ منهم كما أنهم يجدون باستمرار أشياء خارجية ليلقوا اللوم عليها.
- وجوب الاستفادة من تجارب الآخرين والأشخاص الذي لهم خبرة في مجال معين، وإحاطة نفسك بالأشخاص الناجحين والذين يسعون لتطوير أنفسهم باستمرار لأن ذلك يمنحك عمرا فوق عمرك حين تجيد الاستفادة منه. 
- هناك 6 أنواع من البشر، و5 منهم لا ينجحون:
  1. . الذي يعيش ولا يعرف ما يريده
  2. . الذي يعرف ما يريده ولا يعرف كيف يصل إليه وينتظر من يدلّه
  3. . الذي يعرف ما يريده ويعرف وسائل تحقيقه ولكنه لا يثق في قدراته ويستسلم بسرعة
  4. . الذي يعرف ما يريده ويعرف وسائل تحقيقه ويثق في قدراته لكنه متردد ويتأثر بكلام وآراء الآخرين فينسحب
  5. . الذي يعرف ما يريده ويعرف وسائل تحقيقه ويثق في قدراته ولا يتأثر بآراء الآخرين ويحقق النجاح المادي والعملي لكن طاقته تنتهي مع أول نجاح ولا يبدأ مجددا
  6. . الذي يعرف ما يريده ويعرف وسائل تحقيقه ويثق في قدراته ويستفيد من الآراء دون أن يتأثر ولا يضعف أمام التحديات والعقبات ويبذل كل ما في وسعه ولا تقف همته عند حد. وهذا هو الشخص الذي يحقق النجاح بعد النجاح.

2- الفصل الثاني: نفسك جنتك أو نارك


يقول الكاتب في بداية هذا الفصل: "كل ما يصنعه المرء هو نتيجة مباشرة لما يدور في فكره فكما أن المرء ينهض على قدميه وينشط وينتج بدافع من أفكاره كذلك يمرض ويشفى بدافع من أفكاره أيضا."
ويتلخص هذا الفصل في النقاط التالية:
- إن الأشياء التي تملكها وتحققها هي عوامل مساعدة على النجاح والسعادة وليست هي مقومات السعادة و التوكل على الله باستمرار هو مصدر القوة الدائمة والسعي لتحقيق النجاح
- أهم معوقات النجاح هي التسويف وضعف الهمة والكسل والتردد وانعدام الثقة بالنفس وعدم وضوح الغاية وعدم إدراك الوسيلة وتضييع الوقت والاستماع لمن يحاول أن يثبطك
- قدراتك غير محدودة والكون مسخّر من أجلك وحين تؤمن أن لا شيء مستحيل، يصبح بإمكانك تحقيق أي شيء لأن إمكانياتك الداخلية والخارجية غير محدودة.
- أهمية القوة الثلاثية والتي تقوم على :
  1. . الالتزام: معرفة غايتك وكيفية الوصول إليها
  2. . الانضباط: التنفيذ والسير في الطريق الذي رسمته
  3. . الإصرار: التغلب على العقبات والإصرار على الوصول لهدفك
-أهمية الاعتماد على قانون العقل الباطن الذي يقول أن "كل شيء تفكر فيه يتسع وينتشر مع الوقت وعندما أتفاءل بالخير سأجده، سأجد قانون التوقع وقانون الانجذاب وقانون العودة وقانون الرجوع. سأجد من القوانين ما يحقق لي ما أفكر فيه وأرجو إنجازه."
- ضرورة التركيز على ما بين يديك من مهام وعدم الانشغال بالتفكير في مسائل أخرى لأن ذلك يشتتك ويسبب لك قلقا غير ضروري ويقلل من إنتاجيتك.
- أهمية تجاوز الماضي والتركيز على اللحظة الحالية والعمل بثقة وجهد في المستقبل المشرق
- ضرورة الأخذ بالأسباب واستثمار جميع حواسك واعتماد القراءة والبحث والتعلم والتفكير البناء باستمرار.

3- الفصل الثالث: الإدراك والتغيير


في هذا الفصل يعرض الكاتب بعض القصص ليؤكد على بعض المعاني وأهمها:
- الالتزام وعدم اليأس والإصرار على الاستمرار وحل المشاكل ويستعرض مثل النملة التي لا تستسلم للمصاعب أثناء جمع قوتها والعنكبوت الذي يستمر في بناء شباكه كل مرة دون يأس أو إحباط.
- التوكل على الله والاجتهاد والصبر وانتظار النتائج دون خوف أو يأس أو إحباط، وفي حال عدم سير الأمور كما توقعت حاول مجددا وافعل كل ما يجب فعله وكن على ثقة أنك ستنجح في النهاية.
- الأشياء تكتسب معناها من الأضداد، إن لم تفشل لن تستمتع بالنجاح، إن لم تحزن لن تتذوق الفرح، إن لم تبك لن تضحك من الأعماق ولذلك يقول الكاتب "لولا وجود المعنى لما كان للمعنى معنى."
- ضرورة التعلم المستمر والبحث والعمل على تطوير الذات والمعارف ومعرفة قيمة لنفس والمهارات وقيمة ما تملك حتى تتمكن من استثمار مواهبك بحكمة ودون خسارة.
أهمية مساءلة النفس لمعرفة قدراتك ومهاراتك: اسأل نفسك من أنت؟ ولماذا أنت موجود؟ وماهدفك في الحياة؟ لماذا تستيقظ كل يوم؟ وكيف تقضي يومك؟ وهل أنت سعيد بشكل حياتك وروتينك؟
- أهمية التغيير: لتغير الواقع حولك ابدأ بتغييرنفسك وأسلوب تفكيرك واستثمار قوة عقلك الباطن.
- ضرورة تجنب التفكير السلبي الذي يجعلك تعتقد أنك محدود القدرات والطاقة.
- إدراك الأساسيات التي تتحكم في الإنسان وهي المكان والزمان والمادة والطاقة وإدراك أنك قادر على أن تكون في كل مكان وكل زمان وبكل مادة وبكل طاقة لأن قدراتك محدودة والكون مسخّر من أجلك
- أهمية التخطيط الاستراتيجي والالتزام والانضباط والصبر.  كما ينبغي أن تتأكد من وضوح الهدف المنشود بحيث أنك بينما تخطط ترى وجهتك بوضوح ولذلك يجب وضع هدف كبير وتقسيمه إلى أهداف صغيرة على مدى الطريق
- الإدراك الذاتي ويعني بذلك إدراك جذور الشخصية ومعنى الأشياء بالنسبة لك من قيم ولغة واعتقادات ومبادئ ووجهات نظر وذلك كي تتمكن من مواجهة العالم الخارجي بتقدير ذاتي وثقة في النفس. وعندها يمكنك تحقيق التغيير بوعي لأنك تفهم ذاتك.

4- الفصل الرابع: الإدراك والمفهوم الذاتي



في هذا الفصل يحدثنا الكاتب بشكل عام عن الحياة اللاواعية والحياة الواعية.  ويقول : "الحياة اللاواعية هي أن يعيش الإنسان منعدم الوعي صحّيا وروحانيّا وشخصيّا. لا يقرأ، لا يستفيد من الآخرين، لا جدّية في حياته، لا يتقدّم إلى الأمام، يفقد صداقة الآخرين، لا يتصل بأحد ولا يهتم به أحد. فليحاول كل منا أن يعرف شخصيته وأن يدرك سماته ليستطيع أن يحسن من وضعه. "
ويركّز الكاتب على النقاط التالية:
- الإدراك السلبي: وهو إدراك ما هو سلبي في حياتك دون أن تحاول تغييره. وذلك يجعلك دون وعي تقبل على الأشياء السلبية أكثر فأكثر وترضى بما يؤخر عنك التطور والنجاح مثل الكسل والفتور والعادات السلبية.
- الإدراك الإيجابي: وهو عكس الإدراك السلبي، ففي هذه الحالة، حين يدرك الشخص الأشياء السلبية في حياته ومواطن نشأتها فهو يخطط للتحلص منها ويعزم على ذلك وينجح في النهاية فيحقق تغييرا إيجابيا ويتطوّر.
 - السعادة والألم هما القوتان اللتان تتحكمان في حياة الإنسان الذي يمضي حياته ساعيا نحو الشعور الأول ومحاولا تجنّب الثاني. لذلك اربط كل شيء ينمي قدراتك بالسعادة واربط أسباب الفشل بالألم وستكون في سعي دائم للنجاح وستحقّقه في النهاية.
- هناك نوعان من الإدراك يوجهان سلوك الإنسان. أوّلهما هو الإدراك الداخلي أي إدراك كل ما يدور بداخل روحك وعقلك والعمل على تغيير طريقة تفكيرك ونظرتك للحياة إيجابيا. النوع الثاني هو الإدراك الخارجي أي إدراك ما حولك، مثل سلوكيات الناس ومشاعرهم وتفاصيل الحياة والكون والعالم وكيفية التواصل والتعامل مع الأقارب والأصدقاء والمعارف والغرباء، لأن كل تصرف وقول تقوم به له تأثير مباشر على الآخرين.
- أهمية الحديث الإيجابي مع الذات فالحديث السلبي مع الذات يمكن أن يتسبب في أضرار لا تستطيع السيطرة عليها. لذلك ينبغي أن تحب نفسك وتكون لطيفا معها. قدّر نفسك كي يقدّرك الآخرون
- الإدراك هو بداية تغيير السلوك فجميع البشر الفاشلون والناجحون و السعداء والتعساء يملكون نفس العقل ونفس الطاقة ونفس الوقت ويختلف الأمر في كيفية تصرفهم في ذلك
الإدراك الإيجابي يصبح مع الوقت عادة إيجابية ويكون فضلا في تبنيك عادات إيجابية وفي حدوث الأمور الإيجابية لك لاحقا، بينما الإدراك السلبي يصبح عادة سلبية ويكون سببا في تبنيك عادات سلبية وفي حدوث الأشياء السلبية لك
- هناك 10 محفزات للتفكير الإيجابي وهي:
  1.        . الرغبة المشتعلة: وهي الشغف الدائم والامتلاء بفكرة أو حلم ما مما يجعل رغبتك في تحقيقه متأججة دون أن تنطفئ أبدا.
  2.        . القرار القاطع: وهو القرار الذي تعززه العزيمة والعمل الجاد
  3.        . تحمل المسؤولية كاملة: وهو تحمل المسؤولية كاملة عن جميع القرارات والنتائج والأخطاء بدل لوم الآخرين أو الظروف والعمل على تطوير طرقك وتحسينها لتحسين النتائج
  4.        . الإدراك الواعي: وهو كما سبق وتحدثنا عنه إدراك ذاتك ومحيطك والسعي لتحقيق التغيير الإيجابي
  5.        . تحديد الأهداف: أي التخطيط الاستراتيجي والفعال للأهداف في جميع المجالات التي ترغب التطور فيها والتخطيط للأهداف يحدث على حدة للأركان السبعة الرئيسية في حياة الإنسان وهي الروحاني والصحي والشخصي والعائلي والمادي والاجتماعي والمهني
  6.        . التأكيدات المتضامنة: وهي التوكيدات أو العبارات الإيجابية التي نقولها لأنفسنا وطريقة حديثنا عن أنفسنا والتي تساهم بشكل كبير في برمجة عقولنا على التطور والتحسن
  7.        . الوقت الإيجابي: ويقوم هذا العنصر على أنتركز كل طاقتك وتركيزك لمدة معينة من الوقت على مهمة معينة وذلك يتيح لك القيام بها بفاعلية وبإنتاجية أكبر
  8.        . التنمية الذاتية: التنمية الذاتية من أهم محفزات العقلية الإيجابية، فحين عمل باستمرار على تطوير ذاتك سيصبح التفكير الإيجابي عادة لديك مع الوقت. ويذكر الكاتب عدة وسائل للاستفادة من التنمية الذاتية من بينها قراءة الكتب والأشرطة السمعية والأشرطة البصرية والفعاليات التدريبية والأمسيات الجماهيرية والدورات المكثفة
  9.        . السكون والتأمل اليومي: وهو الوقت الذي تخصصه يوميا لتستمتع بالهدوء وتتأمل بسكون بعيدا عن الضوضاء الخارجية أي ضجيج كل ما يحيط بك وبعيدا عن الضوضاء الداخلية أي الأفكار والمشاكل التي ترهق عقلك وروحك. اجعل التأمل الواعي عادة لك كل يوم ولو لدقائق
  10.        . الاهتمامات الشخصية والنشاطات اليومية: الاهتمامات الشخصية والهوايات تساهم كثيرا في نجاح الشخص لأنها تجعل علاقته مع نفسه أفضل كما أنها تعطيه معنى وقيمة ومهارة
 - المفهوم الذاتي مكتسب أي يكتسبه الإنسان خلال سنوات عمره وأثناء تعلمه الحياة ومنتظم أي أنه يجب أن يجعل الإنسان يشعر بالاطمئنان والأمان عند تعامله مع نفسه والآخرين وديناميكي أي أنه جزء نشط متحرك يقوم على التغيير التدريجي  وعلى تجنب السلبية وتجاوز الماضي والتوقف عن جلد الذات.
     

5- الفصل الخامس: الاحتياجات الشخصية


يؤكد الكاتب في هذا الفصل على أهمية القوة الذاتية والإدراك الذاتي وأنهما الخطوة الأولى نحو تحقيق التغيير الإيجابي والنجاح فالشخص يجب أن يدرك طريقة تفكيره ويكون واعيا بها حتى يتمكن من تحسين ما يعرقله، كما أنه يجب أن يجد هدفا وشغفا يركّز عليه ليمنحه معنى لحياته، وبفعله ذلك يكون قطع شوكا كبيرا من طريقه نحو التغيير. ويرتكز هذا الفصل على 5 أفكار مهمة وهي كالتالي:
- كيفية اكتساب العادات: ويوضح الكاتب هنا أن العادات تبدأ نشأتها بتكون الإدراك وبتبّني الأخلاق الحسنة وبمعرفة قيمتك كشخص. ولتحقيق ذلك يجب أن لا تظلم نفسك وأن لا تنكر قيمتها وأن تراقب أفكارك ومشاعرك لتكون مدركا لحقيقة ذاتك وأن تراقب تصرفاتك وأفعالك وتعاملك مع الآخرين لتبني الأخلاق الحسنة.
- كيفية تغيير العادات: يقول الكاتب "تتغير العادات عندما يشعر الإنسان بأن هناك مفهوما سلبيّا في الإدراك والصوت الداخلي  له يشعر بأنه سلبيّ."  ويحتاج الإنسان في حياته إلى الشعور بالأمان فغريزة البقاء لدى الإنسان تتسبب في العجائب.  ولذلك فإن ضمان البقاء واستمرارية الحياة يحتاجان إلى جهد كبير وتفكير وحركة ولذلك قد يقوم الإنسان بسلوكيات خاطئة ليضمن بقاءه. ولكن لضمان عيشة كريمة وسوية لا بد من العيش مع الآخرين في أمان وسلام ووئام.
- المحبة وتقدير الآخرين: من المهم أن يشعر الإنسان بأنه محبوب وأن يحب الآخرين ليكون متزنا  ويشعر بالأمان فالإنسان غير المحبوب هو غير متّزن ويفتقد الأمان الاطمئنان، كما أنه لا يستطيع أن يحب الآخرين ويكون أكثر عرضة لإيذائهم. كذلك شعور الإنسان بأن الآخرين يقدّرونه أمر مهم، ولكن يجب على الشخص أن يقدّر ذاته ويعرف قيمته يحبّ نفسه ويقبلها كي يقدّره الآخرون ويقبلونه ويحبّونه، وكي يكون بدوره قادرا على تقدير الآخرين وقبولهم وحبّهم. وفي هذه النقطة يذكر الكاتب دور الآباء الأمهات في تنشئة أبنائهم بحب وتقدير لأنهم السبب الرئيسي في نشأة أبنائهم كأشخاص يحبون أنفسهم ويقدّرونها وبالتالي يحبون الآخرين ويقدرونهم أو في نشأتهم على انعدام المحبة والأمان والتقدير.
- أهمية الانتماء: يؤكّد الكاتب على أهمية شعور الإنسان بالانتماء، الانتماء لعقيدته ولدولته ولوطنه ولعائلته وللغته وللبشرية. كما يؤكّد أن الانتماء يحمي الشخص من الاكتئاب والضياع وهو من أهم احتياجات الإنسان فالشخص حين يفتقد الشعور بالانتماء يخلق عائقا بينه وبين المحيط الذي يتواجد فيه . فالانتماء هو أساس الحياة وأساس الوجود وبدون انتماء يفقد الشخص هويته.
- الاحتياجات الشخصية: ويذكر الكاتب هنا بعض أهم الاحتياجات الشخصية الأخرى للإنسان والمتمثلة في النقاط التالية:
  1.  . استقلال الشخصية: يحتاج الإنسان إلى استقلال الشخصية ليتعلم كيف يتعايش ويعيش ويطوّر نفسه ويكون مسؤولا عن تصرفاته وسلوكاته ومدركا لذاته. ويؤكّد الكاتب على الآباء والأمهات أن لا يحاولوا سلب ذلك من أطفالهم وأن لا يعوّدوهم على العيش دون استقلالية وأن لا يتحكّموا في حياتهم وخياراتهم لأن ذلك يلغي وجودهم وكيانهم ويجعلهم أشخاصا سلبيين و بائسين.
  2.  . الإنجاز: يحتاج الإنسان للإنجازات الصغيرة والكبيرة في جميع المجالات لأنها الشيء الذي يجعله يشعر بقيمته ويحفّزه لتحقيق حياة أفضل وأكثر استفادة وإفادة.
  3.  . الرّضا والاستمتاع : يحتاج الإنسان أن يشعر بالرضا والامتنان والاستمتاع لأن ذلك يجعله أنشط وأكثر صحة ووضوحا ليكون منتجا ويحقق إنجازات وأهدافا أكثر.
  4.  . التغيير: يحتاج الإنسان للتغيير لأنه سنّة الحياة وبدونه لا يرتقي الإنسان ولا يتطوّر وكيان الشخص قائم على التّغيير الذي يعطي للحياة بهجة ونضارة ويعطي الإنسان صحّة ونشاطا متجدّدين.  ولذلك يجب أن يراقب الإنسان أفكاره ومشاعره ليتعرف أكثر على ذاته ويدرك طريق التغيير.
  5.  . المعنى: يقول الكاتب "إن لم تجد معنى لحياتك وصلت لحالة من اليأس والجمود في حياتك وربما تصل للانتحار، ويقال إن 62 بالمائة من حالات الانتحار لم يجد لحياته معنى." إن الإنسان يحتاج للمعنى لأن عيش حياة بلا معنى يجعله يتصرف بسوء ولا مبالاة ولا يتخذ سوى القرارات التي تضرّه.
  6.  . النّجاح : يحتاج الإنسان أن ينجح، ولذلك يجب أن تُزرع فيه جذور النّجاح منذ نعومة أظفاره ولذلك يجب على كل أم وأب أن يغرسوا في أطفالهم القيم والمبادئ والمعتقدات الصحيحة التي تجعل منهم أشخاصا متوازنين وقادرين على تحقيق النجاح ومواجهة التحديات.
  7.  . تحقيق الأحلام والأهداف: يحتاج الإنسان أن يؤمن بأنه قادر على تحقيق أحلامه وأهدافه ليكون إيمانه ذلك حافزا له في كل حركاته وسكناته.

6- الفصل السادس: أركان الحياة المتزنة


في هذا الفصل يتحدث الكاتب عن القيم والأهداف والأحلام والحياة المتزنة ويتلخص ذلك في النقاط التالية:
-  القيم السبعة للحياة المتزنة والتي تتمثل في:

  1. . الركن الروحاني: وهو الركن الذي يحتوي على المعتقدات الإيمانية والممارسات الروحانية والتسامح المتكامل والعطاء غير المشروط. ويقوم هذا الركن على حب الله وحبّ الناس والتسامح والعطاء بلا شروط. والعمل على تطوير هذا الركن هو أساس التصالح مع الذات.
  2. . الركن الصحي: وهو الركن الذي يحتوي على اهتمامك بصحتك الجسدية والنفسية والعقلية وعلى عاداتك الصحية مثل التفكير الإيجابي والنظام الغذائي الصحي وشرب المياه وممارسة التّنفس والتمارين الرياضية.
  3. . الركن الشخصي: ويقوم هذا الركن على شخصيتك وثقتك بنفسك وتنمية الذات والتقدير الذاتي وتشكيل صورتك الذاتية. ويستوجب تطوير هذا الرّكن الرؤية الواضحة لنفسك ولمسار حياتك والتّحسن المستمر والمعتقدات الذاتية الإيجابية.
  4. . الركن العائلي: ويتكون من العلاقات العائلية والزوجية وعلاقات الوالدين بالأبناء. ويستوجب هذا الركن التواصل البنّاء مع أفراد العائلة والوالدين والأبناء والحفاظ على علاقات مليئة بالمود والتفاهم والانسجام معهم.
  5. .الركن الاجتماعي: ويحتوي على العلاقات الاجتماعية وكيفية التواصل والتعامل مع الآخرين. ويتوجب هذا الركن أن تتعلم فنّ اللباقة والتعامل مع الآخرين.
  6. .الركن المهني: ويقوم على أهدافك المهنية ومسيرة عملك وتحسين مهاراتك المهني. ويستوجب تطوّرك في هذا الجانب من حياتك أن تحب عملك وتتفانى فيه وأن تدعم نفسك بتعلم ما تحتاج تعلمه من كفاءة ومهارات وطرق لبناء العلاقات العملية وأن تكون راضيا ومستمتعا وممتنا بما تقوم به.
  7. .الركن المادي: ويحتوي على وضعك المالي الحالي وأهدافك التي تنوي تحقيقها في المجال المالي. ويستوجب تحقيق أهدافك المالية العمل عليها انطلاقا من مراقبة عادات إنفاقك ومداخيلك ونمط حياتك.

 - "كيف تتزن الأركان السبعة؟"  ويقترح الكاتب أنه لتحقيق الاتزان في الأركان السبعة فيجب أن يعرف الإنسان موقعه في كل منها ولذلك ينبغي طرح بعض الأسئلة للتقييم وهي كالتالي
.أين أنا بالنسبة لكل ركن من الأركان؟
.ماالذي أريد تحقيقه في كل جزء؟
.لماذا أريده؟
.متى أريده؟
.هل اعتقادي بقدرتي على تحقيقه يدعمني لكي أحققه؟
.هل صورتي الذاتية التي شكلتها عن نفسي تدعمني؟
.هل أستحق تحقيق الهدف؟
- الإخوة الثلاثة والقتلة الخمسة. فأما الإخوة الثلاثة فهم القرار والاختيار والمسؤولية فالإنسان يجب أن يأخذ قرارات وخيارات واعية ومدروسة كي لا يندم لاحقا وبذلك يمكنه أن يكون مسؤولا عن حياته وعن نفسه وعن نتائج قراراته وخياراته. وأما القتلة الخمسة فهم لوم نفسك ونقدك للآخرين ومقارنة نفسك بغيرك والشكوى باستمرار والمماطلة في كل ما تقوم به وهذه الأسباب الرئيسية في ضياع الإنسان وفشله لذلك يجب أن تتجنبها وتعوضها بتشجيع نفسك وتقديرها والامتنان والعزم والاجتهاد.
- الكثير من الأشخاص يملكون أحلاما لكنهم لا يحققونها وذلك لأنهم لا يعملون على تحويل الحلم من خيال إلى واقع أي من حلم إلى هدف. ويذكر الكاتب عدة أمثلة تؤكّد أن الأحلام تتحقق مهما بدت مستحيلة وهي فقط تحتاج إلى التخطيط والعمل الجاد. ومن بين هذه الأمثلة الهاتف والمصباح والسيارة والقلم وكل شيء نستخدمه في حياتنا اليوم قبل تحقيقه كان يبدو فكرة مجنونة وخيالية لكن هناك من اجتهد وآمن بحلمه فجعله حقيقة وضرورة لا يمكننا تخيل الحياة بدونها اليوم
- الكثير من عقبات تحقيق الأحلام هي عقبات مبرمجة وتنشأ إما من المنزل أو من المحيط العائلي أو المحيط الاجتماعي فينشأ لدى الشخص فكرة قدرة الآخرين على تحقيق أحلامهم وأهدافهم وعجزه هو عن ذلك، وذلك خطير جدا لأنه سبب فشل الكثيرين في تحقيق أحلامهم ولذلك يجب على الشخص أن يكون واعيا بأفكاره وأن يسائلها
- قانون النية المتناقضة: لا تقل أهدافك وأحلامك لأي شخص، ولكن اجعلهم يروا أفعالك لأن العزيمة قد تثبط والهمة قد تنقص حين تخبر الناس عن مشاريع لم تنجزها بعد
- شروط تحقيق الأحلام وتحويلها إلى أهداف ملموسة هي أن تعرف ما تريد وتقرر متى تريد تنفيذه وأن يكون لديك رغبة عالية في عمله وأن تخطط له جيدا  وأن تكون شخصا مرنا في حياتك

ويختم إبراهيم الفقي كتابه قائلا: "أحلام حياتنا كأنها أفلام حياتنا، فالدنيا عبارة عن فيلم له بداية ومحتوى ونهاية. بداية هذا الفيلم هو الأحلام ثم تحديات الحياة ثم تحقيق هذا الحلم. وأنت يوسف أحلامك فلن يفسّرها ويحقّقها غيرك. فهيّا بنا فما تأخر من بدأ ومن لم يتقدّم تقادم."

إرسال تعليق

Post a Comment (0)