الخطوات ال10 لتفعيل الاتصال باللامحدود

          
هنا من الغباء الاسغراب من كوننا كائنات متصلة ولا أريد أن أجيب عن هذا، فما عساي أفعل إذا كنت لا تصدق أنك لست كائنا منفصلا بل متصل بكل هذا الكون وكل مكوناته ومكونهم جميعا سبحانه وتعالى!

فأنا في هاته المقالة أريد أن أحدثك عن عشر خطوات ذكرها الدكتور واين داير في سياق حديثه عن قوة العزيمة، فلكي تستمتع برحلتك في هاته الحياة وتنعم باتصال قوي إلى أن تبدأ قد يتبادر إلى ذهنك سؤال عن الجدوى من الاتصال باللامحدود، وأنا لا أريد أن أخبرك الحياة تستجيب لك وتأتيك سعيا عليك أن تدرك وتؤمن أن الايمان بالعبقرية الذاتية أول خطواتك نحو تحقق هاته النية وتفعيلها في واقعك، وذلك أن الايمان بالعبقرية الذاتية هو اعتراف بعظمة الخالق سبحانه والامتنان له على ذلك، وهو أيضا اعتراف بهاته العبقرية وتفعيلها لأجل المزيد من النمو والتطور والتوسع، فهي كلما فعلت أكثر كلما تقوت لدينا أكثر هاته العبقرية التي منحنا القدير إياها وكلما كان ذلك كلما زاد اتصالنا  

لكن على كل هذا أن يحدث بالموازاة مع الانتباه للصوت الداخلي، فهو إن شئت القول كالبوصلة الناطقة التي تحدد لك الاتجاهات، فقط أن الفرق هنا هو أن هاته البوصلة الناطقة تحدد لك الاتجاه المناسب الذي إن انت سلكته لقيت أفضل من الذي تطمح إليه، وأنت كلما أنصت له وكلما قمت بتفعيل الصوت الداخلي من خلال اعتماد توجيهاته زاد تحقيق نتائج أكثر وأفضل في واقعك وأيضا زاد اتصالك وتقوى أكثر

في الحقيقة تشكل الأفكار الواردة علينا هاجسا كبيرا وكابوسا مرعبا حتى ان الكثيرين يبحثون فيما يسمى بإيقاف التفكير، في حين أن استقبال كل الأفكار الواردة بدل مقاومتها واحد من كبرى خطوات تحقيق الاتصال، كيف ذلك؟

حسنا.. أعلم أن الأمر مستفز لك بل هو مرعب للبعض، لكن هل تساءلت يوما وقلت في نفسك: ما كل تلك الأفكار الواردة علي أو التي ترد علي؟ أرجو لو أنك تتوقف لبرهة فتفعل ذلك، سأتحدث في الخطوة السابعة عن المقاومة، لكن هنا أريدك فقط أن تنتبه إلى أن كل تلك الأفكار تفعل مثلما تفعل معك البوصلة الناطقة أو صوتك الداخلي، فقط هاته تفعل ذلك بشكل تراه أنت سلبي، والسؤال هنا هو كيف يمكن أن تزيد أو يزيد استقبال كل الأفكار الواردة من استقبالي؟

مثلما سبق فهي كالبوصة الناطقة التي تخاطبك بالمرموز وليس بالواضح، وهذا يعني أنك يجب ان تسأل عن رسالة كل فكرة واردة عليك عن رسالتها وعن المشاعر والتجارب التي ولدتها لديك، هنا أنت تبدأ في التعرف على باطنك وتبدأ في التحرر من كل تلك المشاعر الدفينة أو ما يسميه إيكارت تول بكتلة الألم، وكنتيجة لذلك يتعزز اتصالك ويتقوى أكثر  
عملية التحرر هاته تحقق المزيد من الانسجام مع الروح وتتحقق أيضا بالمزيد منه وليس هذا وفقط بل إن الانسجام مع الروح مفتاح ذهبي للاتصال، وصاحبه يمتلك سمة من أعظم سمات العظماء هي التواضع، فهو لا يجعلك تبالغ في الشيء ونقيضه، كأن تفرح أكثر وبشكل مبالغ فيه وأن تحزن أكثر وبشكل مبالغ فيه أيضا، فمن أنت لتحزن أمام الممسك الذي لا يفعل إلا خيرا، ومن أنت لتبالغ في الفرح أمام المنعم الوهاب؟

لا يجعلك التواضع أمام القدير سبحانه وتعالى حكيما فقط بل يلهمك الصواب وقربه وقوة الاتصال به سبحانه، لذلك فالتحرر من المقاومة ومن مقاومة التحرر من المقاومة الذين يتأتيان بتقبل وجود المقاومة وليس رفضها والنفور منها هو مدخل لتحقيق التواضع والاعتراف بعظمة الله سبحانه من خلال تأمل العظمة في الآخرين مهما كانوا بشرا أو نوعا آخر، جيدين أو سيئين..

نعم إن العظمة مثلما تتجلى في الحسن والجيد تتجلى في السيء، أوليس الذي يبدوا لك سيئا هو من علمك قيمة الحسن؟ أوليس الذي تراه سيئا هو من علمك قيمة الاحسان؟ فما كانت إساءته إلا وليدة مسيء وهلم جرا، لذا فأنت حين تكثر التأمل في الآخرين ترى كل ذلك الذي لا يرى ولست تزداد حكمة وفقط بل تزداد تواضعا وحلما

في الأخير تعلم أن اختيار السهولة والبساطة درب مليء بالخير والبركات فما كان الميسر ليختار لك التعقيد حتى أنك ترضاه لنفسك، وهو القريب الذي يبغي وصالك

وهذا إن كان منك فهو امتنانا له ولكل مكونات كونه التي سخرها لأجلك، أما أنا فأرجوا لك المزيد من العظمة

مع تحيات: الكوتش عبد النبي بكون

إرسال تعليق

Post a Comment (0)