ملخص كتاب "اللباقة وفن التعامل مع الآخرين" لطارق أبو هشيمة


"تلعب اللباقة دورا مهمّا في تحقيق التواصل بين الناس الذي يفتح بدوره آفاقا لا حصر لها أمام الإنسان. فإذا أحبّك الناس فإنّ عملية التعارف تصبح سهلة وتبقى العلاقة أمامك تشكّلها كما تريد." - طارق أبو هشيمة

يقدم هذا الكتاب نظرة شاملة لمفهوم اللباقة والتي تتمثل في أسس التواصل مع الآخرين قولا وفعلا، واللباقة مهمة في تعاملات  الجميع بدءا من أصحاب الأعمال ووصولا إلى الفرد العادي، في محيطه البسيط، ذلك أن افتقاد اللباقة يكون سببا في نشوء الكثير من مواقف سوء الفهم. كما يعرض لنا الكتاب أنماط الشخصيات المختلفة، والأساليب المناسبة للتعامل معها. ونجد أيضا في الكتاب بعض المهارات التي تمكنك من  النمو كشخص صاحب جاذبية يستطيع بسهولة كسب محبة الآخرين واحترامهم. يحتوي هذا الكتاب 6 فصول، سنرى خلاصة ما ورد فيها تباعا:


 الفصل 1: في معنى اللباقة


" اللباقة  هي قدرة الشخص على الإحساس بمشاعر وأفكار الآخرين و التجاوب معها، والتصرف بما تقتضيه هذه الاتجاهات، وبما يجعل من التفاهم معهم سهلا ومحبّبا، وتتضمّن اللباقة العديد من الأشياء مثل إظهار الودّ والتّعاطف مع الآخرين وعدم الانشغال بالحديث عن الذات وإهمالهم." 
هكذا يعرّف لنا الكاتب اللباقة في بداية الفصل الأول.  ويقول الكاتب أن
الحديث عن الاهتمامات المشتركة مع الآخرين وجعلهم يتحدثون بشغف وحماس ويشعرون أنك تشاركهم شغفهم  يجعلك موثوقا ومحبوبا ولا يملون البقاء معك. كما ينبغي تجنب إيذاء مشاعرهم وإثارة الضيق في أنفسهم وتعلم  كيفية التعامل بحكمة في المواقف المحرجة.
ويدرج الكاتب الصفات التي تتطلبها اللباقة في الحديث ومخاطبة الناس وهي 12 صفة  كالتالي:
  1. وضوح الفكرة حين تتحدث
  2. اختيار وسيلة الاتصال المناسبة
  3. البساطة في الحديث
  4. التواضع
  5. المظهر اللائق
  6. الاختصار
  7. خفض الصوت
  8. انتقاء الكلمات
  9. الاعتماد على لغة الجسم
  10. احترام الناس
  11. الموضوعية
  12. الإنصات
كما ذكر الكاتب  أن أصول اللباقة والتعامل مع الآخرين تعود إلى الحضارات القديمة ومن ضمنها: مصر/ بابل/ آشور/ الصين/ أثينا/ روما/ أوروبا. كما ذكر أنّ الإسلام كرس آداب التعامل بين البشر وأن الشريعة الإسلامية فيها إرشادات كثيرة فيما فنون اللباقة والإتيكيت، وذكر 5 من أهم  هذه الإرشادات:
  1. عدم إسقاط  شخصية أو فكر الآخر
  2. تجنب الحكم على الآخرين ومنحهم فرصة إبداء الرأي وإيضاحه 
  3. عدم التعصب للرأي واعتماد الحوار
  4. ضرورة إلمام جميع المتحاورين بموضوع الحوار لتكون هناك ثمرة عملية أو علمية يخرج بها الجميع
  5. وضوح الألفاظ وتجنب التعقيد
ويحرص الكاتب في الفصل الأول أيضا على ذكر أهمية اللباقة و المجاملة والفرق بين المجاملة والنفاق فيقول :" نحتاج في حياتنا اليومية وفي داخل المجتمع والنسق الاجتماعي إلى شيء من المجاملة ولكن لا نحتاج إلى النفاق، ف المجاملة هي الملاطفة في أدب الكلام والمعاشرة أما النفاق فهي صفة مذمومة وتعني إظهار عكس ما يبطن المرء في داخله. والمجاملة تكون أحيانا ضرورية لتسهيل التعامل مع الآخرين واكتساب مودتهم. "
 

الفصل 2: أهمية العلاقات الإنسانية


يتحدث الكاتب في هذا الفصل عن كون العلاقات الإنسانية عنصرا أساسيا لتحقيق السعادة والنجاح.  ويشير إلى دراستين: الأولى من مؤسسة كارنيجي للتكنولوجيا أثبتت أن 15 بالمئة من النجاح المهني يرجع إلى التدريب والمهارات الوظيفية و85 بالمئة يرجع إلى عوامل الشخصية والمقدرة على التعامل مع الآخرين بنجاح، والثانية من مكتب الإرشاد المهني بجامعة هارفارد حيث أثبتت أن عدد الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم بسبب فشلهم في التعامل السليم مع الناس هو ضعف الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم بسبب فشلهم في أداء عملهم.
كما يكشف الكاتب في هذا الفصل عن 3 قواعد أساسية لتتعامل مع الآخرين بشكل ناجح وهذه القواعد هي كالتالي:
  1. أقنع نفسك أن الجميع بدون استثناء مهمون: يساعدك ذلك بشكل آلي في التعامل باحترام ولباقة وإخلاص مع الآخرين.
  2. قم بملاحظة الآخرين: غالبا ما نلاحظ الأشياء التي نهتم بها فقط، حين تبدأ في ملاحظة التفاصيل في حياة الآخرين تصبح أكثر تفهما وأقل حكما وأكثر احتراما ومودة ولباقة في تعاملك معهم.
  3. اجعل الآخرين يشعرون أنك تأثرت بهم: نظرا لأننا جميعا نحتاج أن نشعر بأهميتنا وتأثيرنا في الآخرين، فإنك حين تشعر الآخر بأن له تأثيرا عليك ذلك يجعله أكثر حماسا وشغفا و أكثر احتراما لذاته وللآخرين.

الفصل 3: اللباقة والجاذبية


يقول الكاتب في بداية هذا الفصل: "عندما تكتسب اللباقة وتصبح شخصا لبقا في أقوالك  وأفعالك وتصرفاتك مع الآخرين فإن ذلك يعني أنك ستصبح شخصا جذّابا لا يمل الآخرون من الحديث أو التعامل معه، وبالتالي تكتسب محبتهم واحترامهم بعكس الشخص غير اللبق الذي ينفر منه الجميع لكلامه الذي يثير الغضب أو تصرفاته المشينة التي تهين الناس."
إن اتخاذك اللباقة كمنهج للتعامل مع الآخرين يجعلك  شخصا خفيف الظل يحبه ويحترمه الجميع، وذلك يرفع قدرة تأثيرك عليهم وتصبح أقدر على السيطرة عليهم وإقناعهم. ويتحدث الكاتب في هذا الفصل عن جدلية السيطرة كفعل حيث يعارضها البعض كفكرة لكنه يبرر موقفه بالإشارة إلى أننا وفقا لعلم النفس، نؤثر باستمرار على الذين نحتك بهم وذلك التأثير يعتبر نوعا من السيطرة على تصرفاتهم، لذلك من الأفضل أن تكون شخصا جيدا ومثالا يحتذى به حتى لا يكون تأثيرك تأثيرا سلبيا وسيطرتك سيطرة مضرة.
ثم ينتقل الكاتب للحديث عن الثقة والجاذبية وكيف يتبدّيان في تصرفاتنا وحركاتنا ويشير إلى أبرز علامات الشخص الواثق بنفسه، وهي كالتالي:
  1. طريقة المشي: أجسادنا تعبر عنا، ومشيتنا تعكس الكثير، فحين يسير شخص بكتفين منحنيان ووجه مائل ناحية الأرض فذلك يعكس ثقل أعبائه. وحين يمشي أحدهم برأس منخفض وعينان في الأرض فهو شخص يائس، والحجول يمشي بخطى مترددة. أما الواثق بنفسه فستنعكس ثقته في خطواته الجريئة وكتفاه المستويان وعيناه المليئتان بالعزم.
  2. طريقة المصافحة: الشخص الذي يصافح بيد رخوة هو شخص تنقصه الثقة بنفسه، والذي يضغط على كفك بقوة فهو يفتقد الثقة في نفسه لكنه يحاول إيهامك بغير ذلك. أما المصافحة الحازمة والثابتة والتي تتسم برقتها وقوتها في الآن نفسه فهي مصافحة الشخص الواثق بنفسه وهي تكشف أن لديه قبضة حازمة على الأمور.
  3. نبرة الصوت: الصوت هو وسيلتنا الأولى للتعبير عن أنفسنا فهو لا يوصل الكلمات والأفكار فقط بل يوصل المشاعر أيضا. لذلك يجب التركيز على صوتك، إن كان يعبر عن اليأس والخجل والتردد أو إن كان يعبر عن الشجاعة والإقدام والثقة.
وينتقل الكاتب بعد ذلك إلى الحديث عن مقومات الشخصية الجذابة فيقول : " من أبرز تعاريف الجاذبية الشخصية هي تلك السمات الظاهرة والخفية والتي تكون سببا في جعل الآخرين ينجذبون إليك دون وعي أو تخطيط مسبق ويتأثرون بهذه الشخصية وتكون بمثابة القائد لهم."
والمقومات تتلخص في التالي :
  1. عدم البوح بالمتاعب الخاصة فلا أحد مجبر على مشاركتك أحزانك وآلامك، من الأفضل أن تكون ملهما للآخرين بأحاديثك بدل تذكيرهم في ما يحزنهم
  2. فهم الآخرين واحترام مواقفهم ومشاعرهم
  3. الاستماع باهتمام
  4. عدم التعالي على الآخرين
  5. إظهار الإعجاب في الوقت المناسب، لكيلا يصبح مبالغا فيه أو يتحول إلى نفاق
  6. التفاؤل المعقول، والذي لا ينافي الواقعية فيصبح خيالا
  7. تقبل ملاحظات الآخرين
  8. التفكير بنفسية مرحة وهادئة
  9. التفكير والتصرف كشخص يريد الخير للجميع ويتوقع الخير
  10. الصراحة
  11. الاهتمام الصادق بالآخرين
  12. الهدوء الذي يعبر عن قوة شخصيتك وتماسكها
  13. الاهتمام بالشكل والمظهر
  14. إتقان لغة الجسد 
  15. معرفة نمط الشخصية التي تتعامل معها
وبعد ذكر المقومات يختم الكاتب الفصل باقتراح 5 طرق وتطبيقات عملية لاكتساب الجاذبية وتحقيق التأثير الإيجابي وهي كالتالي
  1. تكرار الأفعال والصفات التي تريد أن تكتسبها، فمما يعلمه الجميع أن العادات تكتسب بالتكرار والممارسة
  2. التوكيدات وهي عبارات ومشاعر يخبر بها الإنسان نفسه خلال جلسة استرخاء  فيبرمج عقله الباطن ليكتسب شخصية محبوبة وجذابة
  3. الكثافة الحسية وذلك يعني أن  تقرأ عن الموضوع كثيرا وتحيط نفسك بأشخاص وأصدقاء يتمتعون بصفات الشخص اللبق والجذاب
  4. السماح لنفسك بتخيل  مستقبلك كشخص جذاب ومؤثر
  5. المحاكاة أي اختيار نموذج جذاب و ملهم أو أكثر واتباع عاداتهم وتصرفاتهم

الفصل 4: كيف تتعامل مع أنماط الشخصيات المختلفة


يتكون المجتمع من أنماط عديدة من الشخصيات وهناك أنماط يصعب التعامل معها، وبحكم عملك واختلاطك مع الناس فلا بدّ أنك ستجد نفسك في مواقف تفرض عليك التعامل مع هذه الأنماط حتى إن لم تكن راغبا في ذلك. ويذكر الكاتب في هذا الفصل 14 نمطا للشخصية وكيفية التعامل مع كل منها، وهي كالتالي:
  1. الشخص المغرور: هذا النوع من الأشخاص هو الذي يظن أنه الوحيد الذي على صواب وكل ماعداه خطأ. والغرور من أسوأ الصفات الإنسانية والسبب الرئيسي له هو الجهل  والنقص الذي يعاني منه المغرور. ويقول الكاتب أن الطريقة الوحيدة للتعامل مع الشخص المغرور هي أن تشعره بأهميته لأن جزءا كبيرا من غروره ينشأ بسبب إهمال الناس له وتجاهله.
  2. الشخص الصامت: يندرج الأشخاص الصامتون تحت فئة الانطوائيين، وهم الذين قليلا ما يتكلمون حسن يكونون فس وسط اجتماعي، ويغلب عليهم طابع الهدوء والوقار. ويقول الكاتب أن الطريقة المثلى للتعامل مع هؤلاء هي أن تحاول إخراجه من صمته بسؤاله أسئلة مفتوحة ومحاولة التعرف عليه وأن تختصر في شرحك ولا تثرثر وتتأكد من موافقته على ما تعرضه عليه وكذلك تتأكد من استيعابه لما قلته.
  3. الشخص الثرثار: وهو نقيض الشخصية الصامتة وهو من يتكلم في كل شيء وعن كل شيء، والطريقة المثلى للتعامل مع هذا النوع من الأشخاص هي مقاطعته بلباقة وتذكيره بخروجه عن الموضوع بلطف، وتذكيره بأهمية الوقت ومحدوديته. وحين ينتهي من الحديث سارع بتلخيص ما قيل وانتقل للنقطة التالية. كذلك من المفيد أن تستخدم معه الأسئلة المغلقة أي التي تكون إجابتها نعم أو لا.
  4. الشخص العنيد والقاسي: الشخص القاسي يعامل الأشخاص على أنهم أشياء  وغالبا ما يكون قاسيا حتى في تعامله مع نفسه وهو لا يتكيف مع المواقف والظروف مما قد يضر بمصلحة الآخرين حين يكون مسؤولا، والشخص العنيد يصر على رأيه ولا يعترف بخطئه. وللتعامل مع هذين النوعين من الناس، عليك أن تكون هادئا ولا تغضب وأن تكون موضوعيا ولا تسكت عن الخطأ بل يجب أن تحاول شرح وجهة نظرك باستيفاء وعقلانية وشرح الفوائد التي ستحصل للجميع. وحاول أن تكون ودودا ومرحا لأن الشخص الذي تتعامل معه في النهاية إنسان ذو عيوب كالجميع تماما، ويمكنك أن تكسب وده كالجميع تماما.
  5. الشخص البارد: هذا النوع من الأشخاص هو الذي تكون ردود فعله بطيئة قولا وفعلا ويصعب التفاهم معه. وهو يميل للوحدة والانعزالية ولا يهمه شيء. وله قدرة كبيرة على الإصغاء وفهم المعلومات وهو غير عاطفي. وللتعامل مع هذا الشخص ينصح الكاتب بالالتزام بالهدوء التام وتركه يعرض وجهة نظره أولا مع إصغائك التام والاختصار في الرد وتجنب العصبية والتهور والغضب.
  6. الشخص الكاذب: هذه الفئة من الأشخاص موجودة كثيرا للأسف ويمكن معرفة الشخص الكاذب عن طريق تجنب نظره المباشر في العين وجلوسه بشكل دفاعي كما أنه غالبا ما يتكلم بسرعة أثناء الكذب ويتلعثم وقد يحاول المبالغة في نصرفاته المرحة ليكسب ثقتك. والتعامل مع هذا الشخص يكون بأن لا تبين له أنك تعرف أنه يكذب بل تتصرف كأنك تصلح معلومة خاطئة يقولها، وعليك أن تراعي مشاعره ولا تحرجه وإذا أردت أن تقول له أنك كشفت كذبه فعليك أن تحدثه بمفرده وتكون هادئا ولطيفا ليقتنع بخطئه.
  7. الشخص المنافق: هذا النوع من الأشخاص للأسف موجود بكثرة وهم يتلونون كالحرباء فلا تأمنهم. ويصعب اكتشافهم منذ المرة الأولى ولكن ذلك يصبح أسهل في المرات اللاحقة لأنهم يوقعون أنفسهم في الأخطاء بسبب كثرة الخداع. وعند التعامل معهم يجب الحذر والتيقظ والتعامل بذكاء والتكتم والسيطرة على النفس. ويلاحظ على ملامح المنافق عدم التماسك والخضوع في نبرات الصوت.
  8. الشخص المتردد: نتحدث هنا عن الشخص المتردد في أغلب أمور حياته ومن سماته افتقاره للثقة بالنفس وظهور علامات الخجل والقلق عليه وتردد مواقفه وعدم قدرته على اتخاذ القرارات كما أنه كثير الوعود ولا يعطي أهمية للوقت ويعتقد أن الجميع بخير وأنه في سوء دائم. وللتعامل مع هذا النوع من الأشخاص يجب أن تساعده على زرع الثقة في نفسه وأن تعامله بلين ولطف ليخف قلقه وخجله وأن توفّر له المعلومات اللازمة وتساعده على اتخاذ القرار وتذكره بأهمية الوقت والإيفاء بالوعود.
  9. الشخص الخجول:  وهؤلاء هم الذين يعانون من الخجل الاجتماعي وأي تواجد اجتماعي يتسبب لهم في أعراض جسمانية مثل التعرق وتوتر العضلات وزيادة ضربات القلب وارتعاش الصوت. وهذا النوع من الأشخاص يتسم بانعدام الثقة في نفسه وسهولة إرباكه وفشل سلوكه في حياته العامة والخاصة. وللتعامل مع هذا النمط ينبغي أن تطلب منه تقديم وجهة نظره وأن تساعده على التعبير عن نفسه في مواقع تمكنه من استخدام مهاراته ومعلوماته.
  10. الشخص المتعالي: الشخص المتعالي هو الذي يظن أنه في مكان أقل مما يستحق، والذي يحاول تصيد سلبيات الآخرين وكشف ضعفهم ليبقى في موقع القوة لأنه يعتقد أنه أفضل من الآخرين. ويمكن التعامل مع هذا النمط من خلال استخدام الأسئلة المغلقة معه واستعمال أسلوب "نعم ولكن"، وذلك لأنك إن أخبرته أنه على خطأ فلن يستمع إليك وسيحاول تقزيمك.
  11. الشخص كثير المطالب: هذا الشخص يصعب التعامل معه لكثرة مطالبه وقد يحرجك بإلحاحه فتضطر لقبول مطالبه دون رغبة منك. ويمكن التعامل مع هذا النمط باستخدام أسلوب المراوغة بحيث تخبره أنك ستفكر في طلبه وستتحدثان لاحقا في هذا الشّأن، وعند الحديث معه لاحقا كن حازما وأخبره عن ارتباطاتك وعدم قدرتك على تلبية طلباته.
  12. الشخص المتذمر أو الشاكي: هذا النوع من الأشخاص يعتقد أنه عاجز عن إحداث أي تغيير ويركز على المشاكل بدل الحلول، ومن سلوكياته أنه كثير القلق والحزن والسيء في التعامل مع المتذمرين هي أن مخالطتهم قد تجعلك مثلهم وتؤدي بك إلى التذمر بشكل لاشعوري. لذلك يجب أن تحذر عند التعامل معهم ولا توافقهم الرأي كي لا تشجعهم في الاستمرار في الشكوى ولا تخالفهم أيضا كي لا يكرروا الشكوى على مسامعك، ولا تحاول حل مشاكلهم لأنك لا تستطيع ذلك. كل ما عليك هو التعامل معهم بصبر وتعاطف وحاول دائما صرف نظرهم نحو الحلول البديلة والأشياء التي لا يمكن التذمر بشأنها.
  13. الشخص العدمي: الشخص العدمي هو الذي سرعان ما ينسحب حين يصاب بالإحباط وخيبة الأمل وهو الذي يعتقد أن لا شيء مجد وأن كل شيء سيفشل. ويمكن التعامل مع هذا النوع من الأشخاص من خلال استخدام سرعة الفهم والإدراك لتقنع الشخص العدمي بنجاح النتائج المحتملة. وعندما تخفق الجهود المبذولة الجأ للقليل من المرح لتهدئة النفوس.
  14. الشخص السلبي: هذا النوع من الأشخاص هو الذي يسعى بشكل دائم إلى إتقان كل شيء فيركز على النواقص والأخطاء فقط، وتعتمد حياته على تذكر خيبات الأمل السابقة والصعوبات التي واجهته. وعند التعامل مع الشخص السلبي يجب أن تكون متعاطفا ورحيما وصبورا ويجب أن تلفت نظره وتركيزه إل الحلول والجوانب المشرقة لأنه غالبا لا يستطيع رؤيتها بمفرده. وعليك أن تتجنب  إقناعه بترك الموقف السلبي أو بأن ما مر به ليس سيئا حقا، لأنك حينها ستؤذيه وتستنزف نفسك بلا طائل.

الفصل 5: مواقف تحتاج إلى لباقة


يُدرج الكاتب في هذا الفصل بعض المواقف التي تحتاج إلى اللباقة وكيفية التصرف خلالها. وهذه المواقف كالتالي:
  1. مقابلة شخص لأول مرة: خلال هذا الموقف ينصح الكاتب بأن تكون على حقيقتك ولا تتظاهر بما ليس فيك وأن يكون مظهرك لائقا ومرتبا وأن تكون دقيقا في مواعيدك لأن احترام المواعيد دليل على احترام الشخص، كما ينصح الكاتب بالتركيز على لغة الجسد مثل الوقفة والابتسامة والاتصال البصري وتجنب الصوت العالي، كما يجب انتقاء كلماتك والتصرف مع هذا الشخص باحترام وتقدير ومودة.
  2. إجراء محادثة تليفونية: هناك عدة آداب يجب اتباعها حين يتعلق الأمر بمحادثة تلفونية، وتتلخص هذه الآداب في عدم الاتصال في أوقات غير مناسبة وفي التحقق من استعدادية مخاطبك للحديث وفي الاختصار وعدم الإطالة وفي المحافظة على نبرة صوت هادئة ومحترمة وفي التركيز على المحادثة فقط فلا تكون مشغولا بطعام أو شراب أو حديث مع شخص آخر بينما أنت في المحادثة. كما أشار الكاتب إلى أهمية عدم ترك الأطفال يردون على الهاتف وعلى عدم الإلحاح في الاتصال حين لا يرفع مخاطبك الخط.
  3. التحدث مع شخص غاضب: كثيرا ما تحتد النقاشات وتتحول إلى حوار غاضب وترتفع الأصوات ولذلك ينبغي السيطرة على هذا الغضب قبل أن تسوء الأمور. ويشير الكاتب إلى أهمية السيطرة على نبرة صوتك لتسيطر على نبرة صوت مخاطبك، فحين يتجادل شخصان ويرفع أحدهما صوته، يحاول الآخر أن يرفع صوته أكثر منه والعكس صحيح. كما يشير الكاتب أنه كلما ارتفع صوتك زاد غضبك وكبر الجدال، أما الحفاظ على هدوئك سيبعد الغضب في النهاية. لذلك في هذا الموقف ينصح الكاتب بأهمية إبقاء صوتك منخفضا ويذكّر بأن الغضب بداية لمشاكل لا لزوم لها، كما أنه يفقدك لباقتك وسيطرتك على نفسك وتصرفاتك وبالتالي يفقدك احترام الآخرين.
  4. زيارة أو استقبال ضيف: عندما تزور شخصا ما هناك بعض الأشياء التي يجب الانتباه لها وأولها ألا تزور أحدا دون سابق إنذار لكي لا تعيق برامجه وارتباطاته ولكي لا تكون ضيفا ثقيلا، كذلك لا تقرع بابا أكثر من مرتين أو ثلاث مرات واكتف بترك رسالة فرغم استعداد الشخص لاستقبالك قد تكون طرأت عليه مواقف معينة تمنعه من استقبالك، وآخرها عندما تزور شخصا ما فابق حيث استقبلك ولا تجل في مكانه أو تطلب الجلوس في مكان آخر.أما حين تكون أنت المضيف فلا يجب عليك أن تطلب من الضيف خلع نعليه بينما أنت ترتديه، ولا تناقشه فور وصوله في مواضيع حساسة ولا تحدثه في أشياء تستفزه أو تسيء له، ولا تكن متوترا لان ذلك يترك ضيفك في قلق ويشعر أنه ليس مرحبا به. وحين تستقبل ضيفا جاء من سفر طويل أو ضيفا ليبيت عندك فجهز له جميع المرافق الضرورية ودله على الحمام منذ قدومه لكي يكون مرتاحا ببقائه.
  5. التعرض للنقد من أي شخص: لا أحد كامل و جميعنا نتعرض للنقد لنتطور ونتحسن، لذا عندما ينتقدك شخص ما أشر له أنك فهمته وسله عن تفاصيل أكثر وناقشه بهدوء مبينا وجهة نظرك وإذا كان ك منكما مقتنعا بوجهة نظره حول موضوع  ما فاعمل على التوصل معه إلى حل وسط، أما إذا تبين لك أن الشخص الآخر انتقدك ليخالفك فقط فتجاوز الأمر واعلم أنك لا تستطيع أن ترضي الجميع. وتجنب التدخل بملاحظات دفاعية لأن الأسلوب الدفاعي يعمل ضدك ويبين أنك على خطأ قبل أن تتكلم حتى.
  6. العمل تحت مسؤولية شخص صعب المراس: هذا الموقف من أكثر المواقف تحديا، لأنك إما ستثبت كفاءتك أو ستثبت أنك لا تصلح للوظيفة. لذلك اقترض أن مديرك صعب المراس لأنه يتصرف بمنطقية ولأن لديه ضغوطا كثيرة، ولا تتعامل معه بطريقة هجومية ولا تسمح لمشاعر الكره أن تكبر داخلك لأنها ستصعب الأمور.وحين يوجه إليك نقدا سلبيا ناقشه بهدوء وذكاء وابتسامة، أما حين ينقدك نقدا بنّاء فكن ممتنا وعبر عن شكرك له لأن ذلك يساهم في تطورك. باختصار حين تكون محترفا في عملك ستتمكن من التعامل مع مدير أو موظفين ذي مراس صعب، ولتكون محترفا يجب أن تفصل بين الأنا الشخصية وبين الأنا الوظيفية، وأن تكون دبلوماسيا في تعاملك.

الفصل 6: اللباقة بين الجنسين


يبدأ الكاتب هذا الفصل بقوله: " التعامل مع الأنثى يحتاج إلى لباقة من نوع خاص، فهي علاقة تختلف عن علاقة الرجل بالرجل وفي المقابل تحتاج المرأة إلى أسلوب خاص للتعامل مع الرجل يتناسب وطبيعته التي بالتأكيد تختلف عن طبيعتها."
ويشرح لنا الكاتب في هذا الفصل كيفية التعامل السليم للرجل مع خطيبته ثم مع  زوجته ثم يحدثنا عن لباقة الزوجة وكيفية وجوب تعاملها مع زوجها مفصلا الرجال وفق  10 معايير سنراها تباعا.

1 -  كيف تعامل خطيبتك

وأهم ما ذكر في كيفية التعامل مع الخطيبة هو أهمية فترة الخطوبة واعتبار البعض لها مقياسا للمستقبل ولنجاح الزواج أو فشله  وينبغي على كل طرف العمل على إثبات الجمال الداخلي بدل الجمال الخارجي وتتلخص نصائح الكاتب في تعامل الرجل مع خطيبته في النقاط التالية:
  • الإنصات والتعاطف ومساعدتها على إيجاد الحلول
  • الاهتمام وتخصيص الوقت والسؤال عن التفاصيل
  • الاهتمام بالمناسبات الخاصة والهدايا
  • المدح والثناء على المظهر والذوق
  • كن موجودا من أجلها حين تطلب مساعدتك و مساندتك
  • عندما تؤذيها أو تجرح مشاعرها اعتذر ولا تحاول التبرير
  • عندما تكلمك امنحها اهتمامك الكامل وعندما تكون معها لا تشعرها أنك مللت أو أن الوقت يمر ثقيلا معها.
  • ذكرها دائما أنك متحمس لتأسيس مستقبلكما معا
  • احرص دائما على أن تحترمها ولا تسيء لها
  • أظهر حقيقتك وكن صادقا وصريحا وحاول أن تتعرف على ما يفرحها ويضايقها
  • حين تخرجان لا تكن بخيلا ولا تتصرف ببذخ طائش
  • اهتم بمظهرك ونظافتك

2- كيف تعامل زوجتك

أما بالنسبة للباقة في التعامل الزوجي فيقول الكاتب أنه مهم للغاية لفتح أبواب السعادة الزوجية وأن اللفتات الرقيقة المعبرة عن الحب والاهتمام هي من أساسيات الزواج الناجح. كذلك ينبغي أن يحرص الزوج على  تفهم زوجته ومساندتها في أوقات الضيق والبهجة  والحرص على قضاء الوقت  مع زوجته وأطفاله و يشكر جهودها و يشاركها اهتماماتها وأفكارها.  ويقترح الكاتب النصائح التالية للتعامل مع الزوجة:
  • تجنّب إهانة زوجتك أو شتمها أو اتهامها
  • أحسن إلى زوجتك واجعلها تشعر بحرصك على إسعادها ومساندتك لها في جميع المواقف
  • لا تعد إلى بيتك عابسا وصامتا، بل تحدث مع زوجتك فيما يشغل بالك
  • لا تفرض اهتماماتك الشخصية على زوجتك
  • كن وفيّا وصادقا في تعاملك مع زوجتك إذا أردتها أن تكون صادقة معك
  • تجنب اللعب بمشاعر زوجتك أو إثارة غيرتها عن قصد ودون قصد
  • تجنب ذكر عيوب زوجتك أو تعييرها بأخطائها وخصوصا أمام الآخرين
  • تجنب ما يخلق الغيظ والفتور بينكما وحسّن سلوكك في التعامل معها
  • تعلّم من صفات زوجتك الحميدة ولتكن ملهمة لك لتكون إنسانا أفضل
  • تجنب الغضب لأنه أول خطوة لإفساد كل شيء
  • شجع زوجتك على استقلال شخصيتها وتطوير ذاتها ولا تجعلها تابعة لك
  • تجنب التجريح والتوبيخ ومقارنة زوجتك بالآخرين  وشاركها نجاحاتها
  • أنصت إلى زوجتك وتعامل معها بالحكمة والموعظة الحسنة
  • كن أمانا لزوجتك
  • ادعم زوجتك اقتصاديا حتى لو كانت ميسورة الحال
  • وازن بين حبك لزوجتك وحبك لوالديك
  • عامل زوجتك كما تحبّ أن تعاملك
  • شارك زوجتك في أنشطة ترفيهية خارج البيت
  • حافظ على علاقة ود واحترام مع أهل زوجتك
  • لا تهتم بعملك لدرجة إهمال زوجتك
  • حين تخرج ودعها بابتسامة وحين تعود للبيت بعد سفر أعلمها بموعد عودتك لتكون جاهزة للقائك
  • شارك رؤيتك للحياة مع زوجتك وتحدثا في ذلك
  • ساعد في الأعمال المنزلية
  • غض الطرف عن النقائص فلا أحد كامل
  • لاطف زوجتك وداعبها
  • استمتع باهتمام وتدبر إلى نقد زوجتك واحترم آراءها
  • أحسن إلى زوجتك وأولادك ولا تبخل عليهم ماديا ومعنويا
  • احفظ أسرار زوجتك

ويضيف الكاتب بعض النصائح للتعامل مع الزوجة العنيدة أهمها تقبّل العناد والتأقلم معه بحكمة وصبر، والاعتياد على الصبر في الحوار والنقاش، ومحاولة فهم أسباب عنادها، والإيجابية وثبات الموقف، وتجنب أسلوب المقارنة وتجنب القسوة في الكلام أو الأذى، وإذا اشتدت اأمور العناد أو التسلط إلى حد يرهقك أو يؤذيك، يرى الكاتب وجوب التكلم مع زوجتك بجدية في الموضوع.

3 - لباقة الزوجة

وبعد الحديث عن كيفية تعامل الرجل مع شريكته، يحدثنا الكاتب عن كيفية وجوب تعامل المرأة مع شريكها مؤكدا على أهمية الكلمة المناسبة والفعل المناسب في نجاح العلاقات الإنسانية وعلى أهمية الفصل بين الذات والسلوك إذ يمكن أن يكون الشخص جيدا لكنه يتصرف بشكل سيء وفقا لمعطيات معينة. ويقول الكاتب أن المرأة يجب أن تفهم طبيعة شخصية الزوج لتتعامل معه بما يناسبه، ويقسم الأزواج إلى 10 أصناف وفقا لمعيار الشخصية، وهي كالتالي
  1. الزوج العصبي: وهو الذي يغضب لأتفه الأسباب، ويجب أن تتركيه حتى يهدأ ثم تحدثيه بهدوء وعقلانية
  2. الزوج الذكي: وهو الزوج المهتم بالثقافة والعلوم والذي يتعامل مع كل شيء بمنطق العقل، ويقول الكاتب أن النساء عادة لا تحب هذا النوع من الرجال ولذلك يجب مشاركته والاستفادة من علمه وثقافته والثناء على ذلك.
  3. الزوج البارد: وهو الزوج غير العطوف والصامت أغلب الوقت، ويجب معاملته بهدوء وتحفظ وحب وابتسامة.
  4. الزوج الدهري: وهو الزوج المتمسك بالعادات والتقاليد، والحل هو معاملته بأسلوب لبق وعدم جرح مشاعره أو إهانته.
  5. الزوج الحضاري: وهو الزوج الذي يهتم بالمظاهر والزينة الأناقة ويجب أن تعامليه بما يحب وتركزي على التفاصيل الأنيقة
  6. الزوج الهمجي: وهو الذي يفتقد اللباقة في التعامل والحل هو الجلوس معه ومصارحته بهدوء وعقلانية
  7. الزوج الحنون: وهو الزوج الذي يسعد زوجته ويحن عليها ويشاركها ألمها وفرحها، وينبغي معاملته بالمثل وأحسن.
  8. الزوج العنيد: وهو الذي يعشق النظام والانتظام، ويجب عدم تجاهل نظامه ومناقشته بأسلوب هادئ ورصين
  9. الزوج المراهق: وهو الذي لا يكتفي بزوجته، بل ينظر إلى الأخريات ويرى الكاتب أنه يجب تغيير أسلوبك في التعامل معه  ليشعر بقيمتك ويدرك أنك الحضن الدافىء والسكن المريح والمحبة التي لا نهاية لها.
  10. الزوج الرومانسي: وهو الزوج الذي يعرف كيف يحب وكيف يغازل، لذلك يجب أن تبادليه حبه واهتمامه.

ويختم الكاتب الكتاب بقوله أن "التعامل مع الآخرين فن يحتاج المثابرة والاجتهاد في تعلمه" وذلك لبناء علاقات أكثر ثراء ومحبة ولتفادي المشاكل و فساد العلاقات بسبب سوء الفهم وانعدام التفاهم.

إرسال تعليق

Post a Comment (0)