كن أنت


الهالات السوداء والتجاعيد والحبوب المتناثرة هنا وهناك والشعر الأبيض هي براهين على أن الإنسان قد عاش، هي دليل على أنك عشت وبكيت وضحكت وتوترت وأحببت وتألمت. فلم نريد إخفاء عصارة تجاربنا وكل ما يدل على أننا تحركنا ولم نكن جامدين؟ لم نسميها عيوبا وهي حروف أبت إلا أن تكتب على أجسادنا وأعيننا عوض أن تخرج عبر أفواهنا؟

لم نريد إسكاتها وإخفاءها بشتى الطرق الصحية وغير الصحية وكأنها عيب أو عاهة؟

لم نبحث عن المثالية ونحن نعلم يقينا أنها لا توجد في عالم كثر فيه التزوير؟

لن تحب نفسك إن لم تتقبلها وإن كنت تقارنها دوما بالزائفين.

لن يحبك أحد إن لم تحب نفسك.

لكل مرحلة عمرية ندوب وعلامات لن تستقيم الحياة إلا بهما.

أعلن انتهاء الحصار على جسدك وارفع راية التصالح معه وتنفس عميقا ودلل نفسك ببعض الوصفات الصحية التي قد تساعدك على أن تكون أجمل وستنسحب الحبوب والهالات السوداء شيئا فشيئا وكن على يقين أن هنالك من يخترق اللحوم والتجاعيد والدهون ليستقر بصره على روحك وقلبك كالنحلة لا يجذبها جمال الأزهار بل ما يكمن فيها من رحيق عذب.

إرسال تعليق

Post a Comment (0)