الرجل ذو الوجهين

نشرت الصحيفة البريطانيّة 'The Boston Post' مقالا سنة 1895عنوانه 'عجائب العالم الحديث'(The Wonders of the Modern World) و من ضمن العديد من الغرائب تحدّثت عن ادوارد موردرايك الرجل ذو الوجهين الملقب ب موردايك.




و تذكرقصة موردايك أنّه  ولد  في القرن التاسع عشرميلادي.كان رجلا وسيما،متعلّما،مثقّفا،فائق الذّكاء و موسيقارا محترفا. ينتمي موردايك الى عائلة نبيلة معروفة.كان موردايك رجلا حسن المظهر لكنه يعاني من وجود وجه ثان خلف رأسه. يحمل هذا الوجه سمات فتاة صغيرة.لم يكن هذا الوجه يأكل أو يشرب . كان يتكلّم بشكل غير مسموع. ما زاد الأمر غرابة هو أنّ الوجه شوهد يضحك لمّا كان ادوارد يبكي.اعتقد موردايك أنّ أسلافه قد ارتكبوا خطأً لا يغفر ممّا جعله يعاني من التصاق وجه شيطاني به كنوع من العقاب . ما فاقم الوضع بالنّسبة لادوارد هو قلّة النوم بسبب همس الوجه الثّاني المتواصل ،مرددا كلمات سوداويّة . ترجّى أطبّاءه مانفيرز و تريدويل  استئصاله و تدميره  حتّى وان كان ذلك ثمنا لحياته ، لكنّ محاولاته باءت بالفشل. هذا جعل ادوارد يضع حدّا لحياته شاربا السّم .ترك ملاحظة يدعو فيها عائلته الى تدمير الوجه:"خشية أن يتواصل همسه المروّع في قبري."
وجد التقرير الذي كتبه هيلدريث في موسوعة سنة 1896 بعنوان 'شذوذ و غرائب علم الطّب'.يصف التقرير حالة موردايك بالتّفصيل لكن لا يوفّر أيّ حلول طبّية للتّشويه.لكن وجدت وثائق طبّية تصف الظّاهرة الّتي يعاني منها .الأولى تذكر أنّه يعاني من القحف الطفيلي (Craniopagus Parasiticus) وهي ظاهرة نادرة جدّا تكون موجودة في التوأم الملتصق على أن يكون أحدهما يعاني من نقص النّمو و الحركة.
يذكر تقرير كتب سنة 2016 أنّ القليل ممّن يعاني من القحف الطفيلي ينجو حتّى الثّالثة من عمره.
الوحيد الّذي نجا حتّى سنّ الرّابعة هو الولد ذو الرّأسين من ولاية البنغال ولا يذكر أنّه متّحد القحفين.
وثيقة ثانية ذكرت احتمال معاناة موردايك من الإزدواج القحفي(Craniofacial Duplication) أو ازدواج الوجه (Diprosopus). حالات قليلة جدا يكون فيها الرأس الثاني مكتملا و معدّل النجاة بعد الولادة ضئيل جدّا .
العلم الحديث ينفي نوعا ما صحّة قصّة موردايك لأنّ الحقائق الطبية تمنع عيشه حتّى سنّ الثلاثة و العشرين.
يقال أنّ الدّكتور جورج جولد (Dr.Georges M.Gould) و الدّكتور ديفيد بايل (Dr.David L.Pyle) مؤلفي كتاب'شذوذ و غرائب علم الطب' كانوا يحاولون التغطية عن مصادرهم حول قصة موردايك .المشكل الوحيد هو أنّه لم يكن هناك أيّ مصدر ثانٍ تحدّث عن قصّة موردايك إلى ذلك الحدّ و أنّه يعود إلى المقال الّذي كتبه هيلدرث لصحيفة The Boston Post قبل عام.
كان هيلدرث معروفا أنّه كاتب قصص خياليّة .يذكر تقريره هذا عديد الحالات الغريبة الأخرى منها :رجل بجسد عنكبوت و رجل بأربعة أعين وامرأة بذيل حوت ورجل بيدي و ساقي سلطعون ضخم و ظواهر أخرى.يدّعي أنه علم بقصة موردايك من تقرير قديم من المجتمع العلمي الملكي.لكن ليس من الواضح إن كان هذا لمجتمع موجودا حقا أم لا .إضافة إلى ذلك اللغة المستعملة لكتابة التقرير و التي من المفترض أنّها أخذت من تقرير علمي كانت مولودرامية و خالية من المصطلحات الطبية.و لم  يتله أيّ دليل أنّ طبيبي موردايك مانفيرز و تريدويل وجدو أصلا.أغلب الدلائل تشير إلى أنّ موردايك هو شخصية خياليّة من محض الخيال تم إنتاجها بغية بيع الصحف.
بغضّ النظر عن مدى صحة وجود موردايك إلا أنّ قصته لقت نجاحا في الأعمال المسرحيّة و النّصوص  الأفلام و الأغاني ،وهي ما ألهمت طوم وايتس(Tom Waits) في أغنيته'ادوارد البائس'(Poor Edward) و ثلاث حلقات من مسلسل قصص رعب أمريكيّة فيها قام بآداء شخصيّته ويس بنتلي(Wes Bentley).تمحورت روايتين على الأقل حول قصّته و ظروفه المرعبة.تبنّى أيظا قصته فيلم بعنوان 'ادوارد موردرايك' .

إرسال تعليق

Post a Comment (0)