5 خطوات لاكتساب صفاء ذهنيّ كامل خلال التأمّل


ان العقل هو أعظم أداة لدينا وأكثرها امتيازًا ، لكن عقلنا غالبًا ما يكون محاطًا بالغيوم بحيث يصرف انتباهنا عن اهمّ ما في الحياة ، و يجعلنا مليئين بالقلق أو السلبية ، أو مطاردة أحلام وهمية من خلال ايهامنا بأنها ستجلب لنا السعادة. هذه هي الاتجاهات المختلفة التي يسلكها عقلنا يوميا بحيث تبقيه باستمرار في حالة صعود  وهبوط بين أفكار شتى يمكن ان تُضيق علينا الخناق.  لذا , يمكن للعقل أن يكون سلميًا فقط عندما يكون في راحة تامّة.

إذن كيف نتمكن من التحكم في  ميول عقلنا ؟
في الواقع , عندما نصل إلى تلك الحالة ، التي تدعى سمادهي ، و التي من خلالها يتحوّل العقل إلى الداخل في خلال جلسة التأمل , حينها فقط يمكن ان نقول اننا د تمكنّا من التحكم في عقلنا و السيطرة عليه ,  فالتأمل يسمح لنا بالتواصل مع كياننا الأصليّ، و الذي يمكن ان نطلق عليه "الذّهن الصافي" ، عقلنا الحر والمضيء والمليء بالفرح اللامحدود. هذا هو هدف اليوغا و التامّل..

عندما نحقق هذا الهدف من خلال التأمل ، لن نعود محصورين بعقل "ضيّق" ومشتت, تشوبه معرفتنا المحدودة ، المشاعر المتناقضة كالحبّ و الكره ، المخاوف ، الشكوك ، والقلق. بدلاً من ذلك ، سنقوم بزراعة عقل متحكّمٍ فيه بشكل كامل ، والذي يعكس الضوء النظيف للذهن الصافي ويسمح لنا برؤية هذه الحالة الذّهنية كطبيعتنا الفطرية و المتأصلة فينا.. وبعبارة أخرى ، سنصبح أشخاص مستنيرين و أكثر انفتاحا. عند هذه النقطة , سنكون أحرارا من كل القيود وسنستطيع أن نحقق أعلى هدف في الحياة: الحرية الكاملة (apavarga) والسعادة الأبدية (bhoga).

على المستوى العملي ، يجمع التأمل بين اثنين من الأبعاد الواسعة لممارسة اليوغا. الأول هو التركيز المهدئ ، والذي يمكن تعريفه بأنه الجهد المبذول لتهدئة العقل عن طريق شيء واحد. وهذا "الشيء" هو alambana (الدعم) ، والذي قد يكون التنفس ، أو صوت مانترا معينة. والثاني هو زراعة المراقب الداخلي – و الذي نتعلم بفضله تهدئة العقل ومراقبة عملية التركيز  مما يساعدنا على أن نبعد أنفسنا عن إلهاء الأحاسيس والأفكار والعواطف الخاصة بنا. وبمجرد الحفاظ على التركيز لفترة طويلة من الزمن ، فإن عقلنا ينضج عن طريق التأمل.

ووفقا لتقليد الهيمالايا ، نحن قادرون على التأمل - وفي النهاية الوصول إلى الحالة الذهنية المسماة السمادهي , فقط عندما نزرع هذين البعدين من اليوغا بطريقة منهجية و منظمة. وكما اكتشفت الحكماء القدامى، فإن هذه العملية تقودنا إلى عقل مسالم يتدفق داخليا.
عندما نمارس التأمل بشكل منتظم (يومياً) ، على مدى فترة طويلة من الزمن ، وبإخلاص وإيمان كامل ، نجري خطوات هائلة بسرعة ، وتصبح ممارستنا غير متزعزعة ,هذا هو ما يشكل العمود الفقري لممارسة التأمل المستدام والفعال الذي يتيح لنا الوصول إلى هدفنا بكثير من المتعة والسهولة في الاداء. فيما يلي الخطوات التي تقودنا إلى صفاء ذهني تامّ. قم بتنفيذها ، و سوف تلاحظ النتيجة الرائعة التي يتصل اليها!
فيما يلي 5 خطوات  تمنحك ذهنا صافيا بالكامل خلال عملية التأمّل

 1اختر وضعية مريحة. 

ابحث عن وضع مريح للتأمل حيث يكون الرأس والرقبة والجذع متوازنين. اسمح لحس السكون الجسدي بالاستقرار. اختر وضعية اليوغا التي تسهل القوة والمرونة في الحوض ومفاصل الفخذ والظهر و التي ستساعد ايضا على زيادة راحة وثبات وضعيتكستلاحظ انه من المفيد ايضا القيام بمجموعة تمرينات اليوغا التي تسبق جلسة التأمّل للتحضير للجلوس بهدوء لأطول فترة زمنية ممكنة. سوف تسهل ليس فقط الثبات والسكون في الجسم ، ولكن أيضا الهدوء و السكينة في العقل.

2.استرخي و تنفس بدون جهد

كن مدركا لتدفق أنفاسك بنسق هادئ, ولاسترخاء البطن وأطراف القفص الصدري الخاص بك ، والتركيز على عمليّتي الشهيق و الزفير. اسمح للتنفس بان يصبح عميقا ومتناسقا و هادئًا وطبيعيًا ، وليس قسريًا. عندما تكون على دراية بأنفاسك لفترة ممتدة من الوقت ، ستلاحظ أن التنفس يبدأ بشكل طبيعي في التعمق ليصبح أكثر سلاسة. هذا يخفف عمل عقلك ونظامك العصبي , و يهيئ عقلك للانعطاف إلى الداخل خلال التأمل. سيبدأ عقلك في الصفاء ، وسوف يؤدي بالافكار الجانبية الى اتخاذ مقعد خلفيّ في عقلك مفسحة المجال لتدفق الانفاس على نحو رائع. 

3.تأكد من خلو جسمك من اي طاقات دخيلة

بإمكانك القيام بعملية المسح هذه عندما تكون في وضعية الاتكاء او الجلوس ، قم بمسح جسمك من الرأس إلى أخمص القدمين ذهنيّا، ستسمح لك هذه العملية البسيطة بملاحظة أي مناطق توتر او الم او مشاعر سلبية تجتاح جسدك.حينها سيطر على تلك المشاعر و حاول التخفيف من حدّة الالم او التوتر في تلك المناطق من الجسم , و ذلك من خلال قوة التركيز .

4. تنفّس الوعي من أنفك بعمق

هذه هي بداية ممارسة التركيز الرسمي. إن التنفس من الأنف هو الاداة العملية التي تبلغ بك الى مرحلة التركيز المهدئ و الذي سيجعل التأمل مستقرًا وقائمًا. تنفّس "الوعي" هو عملية ذهنية ترفها بعملية فيزيائية تتخيل من خلالها انّك تستنشق طاقة الوعي و الحكمة من  فتحتي الأنف و التي يتم بها  ربطك بالطاقات الأساسية لجسمك وعقلك ، مما يخلق إحساسًا عميقًا بالهدوء والفرح. عندما تستنشق الهواء الى الدّاخل استشعر كلّ ذرة فيه و استمتع بها , و عندما تقوم بعملية الزفير تخيل بانك تتخلص للابد من كل ما يناقض الشعور بالسعادة و الاكتفاء.

5. دع عقلك يستريح لصوت المانترا الذي اخترته

المانترا هو كلمة أو صوت يستخدم للمساعدة على التركيزفي عملية التامل, بحيث يمكن لأي شخص استخدام مانترا معينة في كلّ تامّل يقوم به كصوت RAM أو AUM ، إلا أنه يجب تعلم معظم العبارات من معلم مؤهل. دع وعيك يستريح في صوت المانترا. في نهاية المطاف سوف ينشأ الصوت تلقائيا في عقلك. يساعد الصوت على تخفيف الجهد العقلي المبذول يوميا ، و للحفاظ على ذلك التاثير المهدّئ على المُتامّل ان يستمر في ملء العقل به ليحافظ عليه هذا الاخير و يستدعيه تلقائيا كلما احتاجه. وبينما يستقر العقل أكثر فأكثر في تركيزه ، يتضح تدريجياً وجود الوعي المضيء نفسه.

عندما نمارس التأمل بانتظام ، تصبح ممارستنا اكثر سلاسة و سرعة, كما ترون ، هذه  عملية بسيطة  واحدة تجلب مكافآت كبيرة عندما تُمَارس كل يوم. إن مجرد الجلوس بهدوءفي عملية التامل هذه, سيعيد ضبط الجسم والعقل والتنفس والجهاز العصبي ، وسيؤدي إلى زيادة السعادة والإبداع والإنتاجية. لا تحتاج ممارسة التأمل اليومي إلى ساعات طويلة و لا ينبغي ايضا ان تكون اطول من اللازم. عندما تمارسه بشكل صحيح ، حتى 10 أو 20 دقيقة يمكن أن تحدث فرقا كبيرا في مزاجك و تعديله لبقية يومك. وبينما تستمر في تحسين ممارساتك ، قد تكتشف أن التأمل هو الجزء الأكثر بهجة وغنى من يومك ، وقد ترغب في بدء الجلوس لفترات أطول من الوقت. هذا هو الوقت الذي تبدأ فيه مكافآت اليوغا و فوائدها الدّائمة في الظهور .



إرسال تعليق

Post a Comment (0)