استشعر مكانك في الكون..


لطالما نظن أنفسنا أننا نحيا حياة عادية أو بالأحرى حياة بالشكل الصحيح
و أن هذه الحياة نعيشها كما هو مقدر لنا من قبل و أننا مجرد عابري سبيل في هذه الحياة ندخلها و نخرج منها بدون أي شيء ، و هناك أمثلة شعبية عديدة تتداولها الشعوب بمختلف ثقافتها



هذه الأمثلة و الأفكار أغلبها تكون خاطئة و تشوه مفهوم الحياة لدينا و الأخطر أننا نؤمن بها أيمانا مطلقا و تصبح أسلوب حياتنا و نتخذ قرارت مصيرية انطلاقا من هذه القناعات فقط لأننا ألفنا سماعها من أشخاص كبار السن أو من أشخاص نعتبرهم أهل الحكمة و المعرفة.

لكن على نقيض ذلك فحياتنا في هذا الكون العظيم متحررة من كل تلك المعتقادات و القناعات كيف ما كانت
فهي تبقى تجربة روحية خالصة و لدى كل منا بصمته الخاصة التي يحيا بها دون أي تذخل من أي قناعة أو معتقد أو ثقافة أو ديانة.

و حتى تخوض هذه التجربة الخاصة بنك قد تحتاج أن تكون مع نفسك أكثر و أن تنسحب من ضجيج المجتمع و الاسلوب المعاصر للحياة و ان تتراجع عن الهرولة اتجاه السراب المادي و ان تعود بنفسك الى روحك الابدية.

يجب أن تصمت صوت عقلك و تستمتع باللحظة الآن و بالسكون الموجود في الحياة و أن تستشعر مكانك في هذا الكون العظيم
تستطيع أن تتخيل نفسك تنظر الى موقعك الحالي من الاعلى تخيل أن روحك مرتقية الى السماء و تنظر اليك ، شاهد نفسك ماذا تفعل و ما هي اهتماماتك و لماذا تدور حول نفسك تائها

ارتقي بنفسك الى روحك و عش الحياة من الأعلى مرتقيا
تذكر أنك خليفة الله في الأرض
و أنت تنظر الى نفسك من الأعلى تخيل نفسك أنك في رحلة ربانية من أجل القيام بأشياء الاهية أودعها الله فيك لكي توصلها الى ذلك المكان
عندما تنزل روحك بهدوء الى نفسك حيث توجد الآن استشعر المكان الذي انت فيه في هذه اللحظة و كأنك أول مرة تنزل لهذا الكون و هذه الحياة


تعجب لكل الأمور و استشعر كل ما يدور حولك من تفاصيل دقيقة
يمكنك ان تلمس الوسادة التي بجانبك و كأنك أول مرة تلمس ذلك الثوب الناعم وكأنك أول مره تراه و تتأمل كيف أنه موجود من أجل راحتك تامل أي شيء مهما كان تافها بالنسبة لك كلما رأيته بعين بصيرة و تأملته بوعي ستجد أنه موجود من أجلك هنا تحس بوجود الخالق في كل شيء و كل مكان هنا تحس بكونك ذاتا الاهية متناغمة مع الكون تأمل كيف أن الكون برمته يخدمك و مسخر لك لا يوجد شيء الا و هو يعبر عن الحب و السلام الذي اودعه الله في هذا الكون تأمل في ذاتك ستجد الله و ستحس بالسلام و السكينة عندها ستنسحب تلقائيا من زحمة الحياة ، سترتقي الى الأعلى و ستعيش كروح الاهية تنشر المحبة و السلام في الارض ، كل ما تصبو إليه يتحقق بيسر و بركة و حتى الأشياء التي تبتعد ستجدها تجلب لك الأرقى الذي يتماشى مع مكانتك و قيمتك في هذا الكون
أن تستشعر ذاتك ليس في فترات محددة بل هو أسلوب حياة حيث يوجد التوازن و السكينة. 

إرسال تعليق

Post a Comment (0)