يظل الدكتور مصطفى محمود ظاهرة فريدة جمعت بين الأدب والطب والفلسفة والفكر وتظل مؤلفاته الفكرية وحلقاته التليفزيونية ومناظراته ومناقشاته مثيرة للجدل تثير الحيوية والنشاط في الحياة الفكرية , ويبقى الدكتور مصطفى محمود القيمة والقدوة والرمز المضيء الذي أفنى حياته باحثًا ومنقبًا ومجتهدًا وعلامة بارزة من علامات فكرنا العربي المعاصر، فجاءت كتاباته واجتهاداته شاهدًا على عصره وعلى زمانه.
و في هذا المقال رشّحنا لكم مجموعة رائعة و قيّمة من كتب الدكتور مصطفى محمود على أمل ان تجعلوها ضمن قائمة قراءاتكم اللاحقة.
1. رحلتي من الشك الى الايمان
يقول الدكتور مصطفى محمود :
لقد رفضت عبادة الله لأني استغرقت في عبادة نفسي وأعجبت بومضة النور التي بدأت تومض في فكري مع انفتاح الوعي وبداية الصحوة من مهد الطفولة.
واحتاج الأمر إلى ثلاثين سنة مع الغرق في الكتب وآلاف الليالي من الخلوة والتأمل والحوار مع النفس وإعادة النظر ثم إعادة النظر في إعادة النظر.. ثم تقليب الفكر على كل وجه لأقطع الطريق الشائكة من الله والإنسان إلى لغز الحياة إلى لغز الموت إلى ما أكتب اليوم من كلمات على درب اليقين. لم يكن الأمر سهلاً.. لأني لم أشأ أن آخذ الأمر مأخذاً سهلاً.
يمثل هذا الكتاب وصفا وافيا لرحلة الجدلية الفكرية و الروحية التي خاضها الدكتور مصطفى محمود , و التي بسببها كانت ولادة هذا الكتاب الذي لا يخلو من العلم و الحكمة و الروحانية الرائعة التي عودنا بها الدكتور في جلّ كتاباته.
2. حوار مع صديقي الملحد
يقول الدكتور :
صديقى رجل يحب الجدل ويهوى الكلام وهو يعتقد أننا نحن المؤمنون السذج نقتات بالأوهام ونضحك على أنفسنا بالجنة والحور العين وتفوتنا لذات الدنيا ومفاتنها، وصديقى بهذه المناسبة تخرج من فرنسا وحصل على شهادة دكتوراه وعاش مع الهيبيز وأصبح ينكر كل شئ.قال لى ساخرا: -أنتم تقولون: ان الله موجود، وعمدة براهينكم هو قانون "السببية" الذى ينص على أن لكل صنعة صانعا ولكل خلق خالقاً ولكل وجود موجدا، والنسيج يدل على النساج والرسم على الرسام والنقش على النقاش والكون بهذا المنطق أبلغ دليل على الاله القدير الذى خلقه"
يصف الكتاب محاورة فكرية بين الدكتور مصطفى محمود وصديق خيالي ملحد، يطرح الأسئلة الإلحادية المعروفة مثل: "هل الله موجود؟" و"من خلق الله؟" ويقوم مصطفى محمود بالاجابة العلمية بشكل منطقي على العديد من هذه الأسئلة.
و يعتمد الكاتب في حجاجه على الطريقة الفلسفية و القريبة إلى المنهج العقلاني، ولذلك شدد عليه بعض علماء الدين، وقد اهتم به من علماء المنهج السلفي الشيخ محمد بن شمس الدين الذي شرحه وعلق عليه بطريقة حديثية موافقة للمنهج الشرعي البحت.
3.الشيطان يسكن في بيتنا
هي مسرحية قصيرة فيها من المتعة و الإضافة و النقد الديني و الاجتماعي الكثير . تتمثّل شخصياتها الرئيسية في (الشيخ ابراهيم طنطاوى) رجل صوفى فى الأربعين من عمره ، (سونيا) ممثلة إغراء مشهورة وصاحبة فرقة مسرحية (إدريس،اسماعيل،احمد،يحيى،عيسى) دروايش ومريدين للشيخ طنطاوى ، (ماريكا،نانا،زازا،فانى،راشيل) راقصات فى فرقة سونيا المسرحية ، (توتو) مخرج فرقة سونيا ، (جيمى الفونت) مصمم الرقصات ، (جدو) المدير المالى للفرقة ، (أونكل) المدير الفنى للفرقة .
تتمحور قصتها حول الصراع بين التدين وحياة الترف و الملذّات، بين الحق والباطل، بين اليقين والشك، بين الدنيا وشهواتها وزيفها وبين التدين اليقيني الممتد الجذور من اﻷرض الي السماء، كما تُظهر مداخل الشيطان لقلب العابد الزاهد المتصوف ..
4. الروح و الجسد
يملك مصطفى محمود أسلوب عقلي قوي في الإقناع فهو قادر على ان يضيف للقارئ أفكارا جديدة بجانب أنه قادر على تغيير أفكاره من جذورها .. ففي هذا الكتاب يطرح الدكتور مواضيع متنوعة على غرار: الروح والجسد، جهنم، الجنة، السائل السحري، عالم الأسرار، الأصنام، الحب والعداوة , الصدق والكذب، حقيقة الوجود و غيرها ..
كتاب الروح و الجسد هو عبارة عن مدخل لعالم الروحانيات , ذلك العالم الذي تتضاءل فيه المادّة و تتشافى فيه الروح من كلّ المُنغّصات حتى تبلغ درجة عالية من الوعي و القبول ..
5.أناشيد الاثم و البراءة
يتحدث مصطفى محمود عن الحب قائلاً:
إلهي .. أيها القادر على كل شيء.كيف يشرب الناس الخمر وفي قلوبهم كل هذا الرحيق.
تحدث الدكتور في هذا الكتاب عن حقيقة الحب مرورا بالجمال الزائل والحياة الفانية. ومن السعادة الكاذبة إلى ماهو أسمى من الغضب والحقد والغلّو , و من الشهوة إلى جهاد النفس. كلّ ذلك بهدف تغيير نظرتك السطحية للحياة و مساعدتك على فهم معنى السعادة الحقيقية وادخالك في أعماق نفسية المرأة، الكاتب هنا يعمق نظرتك للحب وينصحك بأن لا تكون من أولئك الأشقياء الذين غلبت عليهم الضلالات و نسوا طريق الرشاد و الحكمة.
6.العنكبوت
هو كتاب فلسفي ، يحمل فكرة خارقة للعادة ، مُقدّمة بطابعٍ روحي !
سوف تسأل نفسك حتمًا بعد إتمامك لقراءة هذا الكتاب حول ما إذا كنتَ تحلم بالسماء قبل قليلٍ أم لا.
الفكرة خيالية جدًا لكنها مثيرة جقا، ومخيفة نوعا ما، فهل تتخيل بأنك كنتَ يومًا هنديًا أحمر يدخن غليونًا طويلاً ويلعن كولومبوس ، وأنك كنتَ في وقتِ آخر حصان نابليون بونابرت ، وأنك سوف تكون في المستقبل أحد رواد الفضاء الروس الذين يتنفسون نسيم القمر ؟!
سيأخذك الدكتور مصطفى محمود في كتابه هذا الى عوالم محتلفة تماما و بطريقته العبقرية سيجعلك ترى نفسك في عدّة صور و مواقف لم تألفها من قبل . و فكرة الكتاب الاعمق هي أنّ الروح لا تموت بل تنتقل من جسدٍ لآخر ومن زمن لآخر ، لكنها خالدة ، فهي كانت قبل أن يكون الكون ، وسوف تكون بعد أن ينتهي !.
7.الشيطان يحكم
قل لي فيم تفكر أقل لك من أنت ..
هل أنت مشغول بجمع المال و امتلاك العقارات و تكديس الأسهم و السندات؟ .. أم مشغول بالتسلق على المناصب و جمع السلطات و التحرك في موكب من الخدم و الحشم و السكرتيرات ؟ .. أم أن كل همك الفتيات الجميلات و موائد الطعام و ملذات الحواس و كل غايتك أن تكون لك القوة و السطوة و الغنى و المتع الحسية..
إذا كان هذا همك فأنت مملوك و عبد ..مملوك لأطماعك و شهواتك، و عبد لرغباتك التي لا شبع لها و لا نهاية .
هكذا يمكننا ان نلخّص فكرة الكتاب دون ان نحتاج الى إضافة كلمة واحدة , فعمق عبارات الكاتب تغني عن الف تحليل و تفسير ..
8.الاحلام
و هو من اروع ما كتب د.مصطفى محمود , و يدور الكتاب حول أربعة محاور أساسية: الأحلام - الحب - القلق - الوهم. ومِن المُفارقة أن كتاب (الأحلام) هو في الحقيقة عن الكوابيس! ففي (السقوط) - وهو أحد أقوى فصول الكتاب - يتحدث عن كابوس "النجاح" فيقول: إن أشرف ما فينا يُعتقل في اللحظة التي نتحول فيها إلى ناس ناجحين عمليين أولاد سوق، لأن مطامعنا الصغيرة الرخيصة تعتقل مطامعنا العالية الرفيعة. نجاحنا يبتذلنا. يعتقلنا. ينتهك حرماتنا. يُضيّع من أيدينا حياتنا الحقة.
وعن كابوس "النسيان" يقول في فصل آخر مخيف بعنوان (نسيان.. صمت.. إلى الأبد): إن الإنسان غلبان. كل آماله وأفراحه يمشي عليها الزمن، ثم يمشي عليه. ويمشي على ترابه، ويذروه هباءً في الجهات الأربع. ثم لا شيء. لا كلمة عزاء ولا كلمة شفقة.
والكتاب في مجمله صرخة تحذير من الأوهام التي قد تتخفى في صورة الأحلام..
ما رأيكم في هذه القائمة ؟؟ هل نالت اعجابكم ؟ قدّموا لبقية القراء اقتراحاتكم و مراجعاتكم القيّمة لهذه الكتب في خانة التعليقات!
إرسال تعليق