سيف الشريف : شابّ يُحيي روح التراث التونسي من خارج حدود الوطن !


التاريخ فن.. يوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم وحضاراتهم والأنبياء في سيرهم والملوك في دولهم وسيرتهم حتى تتم فائدة الاقتداء في أحوال الدين والدنيا

من منّا لا يحنّ  لأيّام الصّغر ! أيّام اللعب ب"الزربوط" و "البيس" في حيّ عتيق من أحياء "المدينة العربي" , أيّام كنّا نرى فيها كبار السنّ في تمام وقارهم و أصالتهم مرتدين  الجبّة أو البرنُص و منتعلين "الكُنترة" في أرجلهم فنفرّ هاربين احتراما او نتوقّف عن 
اللعب حتّى يمرّ "شيخ الحومة" مُحمّلا بهًيبة "الأصل و المفصل" ..

"سيف الشّريف" أو "وزير الشؤون التقليدية و الطاقة الإيجابية"  كما أطلق عليه البعض بسبب شغفه الدائم و غيرته على العادات و التقاليد التونسيّة الاصيلة . هو شابّ في مقتبل العمر , يقطن في الخارج , لم تُبعده المسافات عن أصالة المدينة العتيقة في "باب سويقة" خاصّة , مسقط رأسه . كما أنّه لم ينس رائحة الاكل التقليدي التونسي و لا رموز التّراث الأصيل .. هو اليوم يُعتبر , بدون منازع , سفير التراث التقليدي .






بادر "سيف" منذ سنتين تقريبا للتعريف بروح الحضارة التونسيّة الامازيغيّة عبر توثيقه  في صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعيّ , للأساطير القديمة المتوارثة من جيل لجيل و تأريخ المعالم الأثريّة كالقصور و المنازل التي تعود لشخصيات تاريخية (دار ابن خلدون على سبيل المثال).

 كما أنّه من ضمن المؤسّسين لقناة اليوتيوب الشهيرة "حكايات تونسيّة منسيّة" , تدعم القناة  العادات و التقاليد القديمة  و تثير العديد من الروايات حول عدّة رموز تراثية منسيّة جنبا الى جنب مع "حمّودة آلياس" , أحد أيقونات التوثيق للتراث التونسي  ..




"سيف" هو أول من وثّق "الدّنقري" (نوع من اللباس الرجالي التقليدي التونسي) من حيث التّاريخ و الأصل و التّسمية , و هو اوّل من سعى لتوثيق "مريول فضيلة" (قميص تقليدي نسائي) و التحدّث عنه  و عن اصل تسميته.

و ممّا يثلج الصّدر انّ  متابعيه يولون اهتماما منقطع النظير بالتراث التونسي و يقومون بتشجيعه لمواصلة البحث و العطاء في هذا المجال. 

يقول الشّاب
ليس من الهيّن توثيق رموز تاريخية موغلة في القِدم , فالأمر يحتاج للكثير من التدقيق و التمحيص تفاديّا لأي خطأ .. فكلّ خطأ يمكن أن يؤدّي إلى تحريف التّاريخ . و هدفي بالأساس هو ذكره كما هو و نفض الغبار عنه كي يظهر للعامّة بأبهى حُلّة .

كما يضيف
أنا لا أستقي معلوماتي من محركات البحث المعروفة , بل من أُناسٍ عاشوا في تلك الحقبة التاريخيّة الزاخرة بروح الأصالة و التراث , حقبة ما قبل التسعينات . كما أنّي لا أبحث عن أيّ ربح مادّي , هو شغف بالأساس.

أمّا عن كنيته "وزير الطاقة الإيجابية" فهي كانت بناء على دعمه المتواصل للمواهب العربية الشابة المهتمة بدروها بالتراث و المعمار التونسي القديم , و ذلك من خلال نشرها على صفحته و الحديث عنها لغاية تشجيعها و ضرب المثل لكلّ شابّ يريد تحقيق النّجاح في المجال الذي يريده .

"سيف" اليوم يستحقّ الإشادة به و بمجهوداته الحثيثة التي لولاها لما امكننا التعرّف على خبايا التراث التقليدي التونسي . و لبقي التراث مجرّد أقاويل غير واضحة المعالم في ذاكرة كلّ منّا , على الأقلّ لجيل التسعينات و ما بعدها .

إليكم هذه الحكاية الممتعة من الحكايات التونسية المنسيّة باجتهاد شخصي من الشاب الواعد "سيف الشريف"

قصة #نهج_البختالإعتقاد بالنحس، ليس وليد عصرنا الآن لكنه  حكاية متواجدة من أقدم العصور، و كل أمة عندها معتقداتها و خرافاتها مع البخت و النحس..ولا يقتصر على شريحة معينة فقط او ضعاف الحال..لكن بإمكانه أن  يشمل حتى الدكاترة و المثقفين..
و قبل ما نحكيلكم كما وعدتكم منذ يومين على القصة الي صارت في النهج هذا..هات نعطيكم ال Location و أين يقع بالضبط..و نفتحو الكتاب على تاريخ إصدار الإسم هذا على النهج..
اللافتة هاذي نلقاوها في المدينة العربي الحمامات، (Hammamet Nord)..تعين إسم النهج هذا، في نفس اليومالي تعين فيه إسم (شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة) و الذي من عام 1900 حتى الاستقلال أصبح اسمه شارع جول فيري ( Avenue Jules-Ferry).و الذي  بدوره تبدلت فيه أسامي كما تعينت فيه اسامي في معظم أنهجة و أزقة تونس في ذلك الوقت ..و من هنا تبدأ قصة نهج البخت في الحمامات.. الحكاية تقول(على لسان كبارات الحومة و الرواية الدارجة لليوم) يقولو أنّه قبل كان هناك واحد من الأغنياء و أعيان البلاد في ذلك الوقت  , قرر باش يبني دار في النهج من ساسها لسقفها..أثثها و أنفق عليها الكثير من المال  لأنّه أرادها أن  تكون دار ليه و لأولادو..و بعد فترة كل يوم يسمع هو واولادو و مرتو صوت غريب يحوم فيها..سأل ، استشار ناس , و جاب مؤدّبين قراو القرٱن، لكن شي , الصوت  ماشي و يزيد كل يوم.. خاف على روحو وعلى أولادو و عرضها بسوم رخيص والي يجي تعجبو الدار و يقلبها، يقولولو الجيران ماتشريش راهي مسكونة...احتار صاحب الدار و ما عرفش شيعمل، حتى جاه في يوم ما واحد ضعيف الحال و سالو تبيعلي الدار هذي بالفلوس الي عندي الآن ؟! فرح صاحب الدار و قالو مبروك عليك..(رغم الي الراجل هذا مش مصدق الي هو باش ياخوها بربع الثمن)..
بعد ما شراها بقى يسمع في صوت وراء الحيط كل يوم، و بعد ما حار معاه مشى جاب خبير في البني حصرلو الصوت منين جاي بالضبط و قرر يكسر حيط و يكتشف شنوة فما بضبط... شمرو على ذراعهم و بداو..اذا بيهم يلقاو جحر و أنفاق حفرتهم مئات الأرانب و نصبت عشها بعد ما كانو موجودين في مزرعة مهملة بجنب الدار...فرح هاكا الراجل و ضربتلو حجرة البخت و عمل من الأرانب هاذم تجارة مربحة في هاك الوقت...
هذي رواية بقات متداولة لليوم، اما هذا ما يمنعش رغم الي هو نهج البخت أما فيه برشا أمبوتياج ..
و خونا لاخر إنطبق عليه مثل قديم يقول: المنحوس منحوس حتى كان حطو على راسو فانوس..
و من هنا تسمى بإسم : نهج البخت.
#مساء_البخت_والتجلي_حسب_التوقيت_المحلي#فاصل_موروثي© Seif Cherif


إرسال تعليق

Post a Comment (0)