لا تصدّق أكــــــذوبة الحـــــــــظّ بعد الآن


سأتكلّم اليوم عن "الحظّ" ذلك الاكسير السحري الذي يوزّعه الكون للبعض و يترك البعض الآخر بدونه يتخبط في الفشل و المعاناة !
من المؤسف أن نعلم أنّ معظم الأشخاص من حولنا يؤمنون بشراسة بالحظ , فيقول أحدهم عند مشاهدة جاره الثريّ "أوه ! كم هو محظوظ !" أو أن تقول إحداهنّ عن صديقتها التي تزوجت 
بشخص تحبه "أوه! يا لها من محظوظة !"

كفاكم تغييبا لعقولكم بهذه الأكذوبة الفاضحة , فجارك الثريّ الذي وصفته بالمحظوظ قد قضى ثلاثين سنة من عمره في تحصيل ثروته بالعمل و المثابرة , صديقتك  تزوجت بشخص تحبه كان بناء عن قرار صائب في اختيار شريك حياتها , زميلك في العمل الذي ارتقى في السلم الوظيفي هو نفسه صديق المدير او ابنه , أمزح !  فقد يكون منتجا و منجزا أكثر من بقية الموظفين و قد استحق الترقية عن جدارة!

ما من صدفة في هذا الكون , كلّما تغلغت في عقلك فكرة "الحظ" أو "الصدفة" كلّما أرسلت بإشارة للكون و لعقلك الباطن بأنّك لست سيّد أفكارك , لست سيّد نفسك , لا تستطيع التحكّم بمصيرك و لست أهلا باتخاذ قراراتك بنفسك ..

هذا ما يجعلك في حقيقة الأمر "سيء الحظّ" على حد تعبيرك , لأنّك تجذب إليك الخمول و الفشل دون أن تشعر و تبعد عنك الطاقة الإنجاز و النّجاح , أنت تؤكّد لنفسك يوما بعد يوم من خلال تعلقك بأكذوبة الحظّ السيء بأنّ الكون بأكمله يتآمر ضدك و أنّ كالقشّة تتقاذفها الريح كما تشاء !
بإمكانك أن تقول أنّ لك "حظّ جيد" أو أنّك شخص "محظوظ" من باب التفاؤل و الإيجابية , لكن احذر أن تجعل الحظّ يحدد مصيرك و يتحكم في عقلك و أفعالك !

إذا أردت تغيير الواقع فغيّر أفكارك , غيّر ما في عقلك يتغيّر واقعك و تتغيّر نتائجك , فالعالم الدّاخلي هو المسؤول عن العالم الخارجيّ .
لا تقل انّك لست محظوظا , فليس هناك كلمة حظّ لا في الدين , لا في العلم و لا في الفلسفة , 
 هناك فقط كلمة عمل , انضباط , التزام , مسؤوليّة , عزم , تصميم , اختيار , استغلال سليم للوقت ,  خطّة واضحة و استراتيجيّة مدروسة .. !

اشتغل على نفسك , طوّر مداركك العقليّة بالتامل و تصفية ذهنك , نظّف مراكز الطاقة لديك , ركّز على الشاكرا التاجيّة , تلك المسؤولة عن الوعي و الحكمة و المعرفة الكونية , اقرا , تعلّم , تقدّم , ثقف نفسك , حرر أهدافك في دفتر خاص , خطط لتحقيقها في اجل محدد , ضع الاستراتيجية المضمونة لذلك و سترى أهدافك النور إذا قمت باستغلال اليوم , بل الساعة , بل الدقيقة .. و قرر من الآن أنّه "لا يوجد شيء اسمه حظ"



إرسال تعليق

Post a Comment (0)